+A
A-

شهر رمضان.. صيام وطعام وأسواق منتعشة

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بدأت العائلات البحرينية استعداداتها، حيث قصد الكثيرون الأسواق لشراء كل ما يحتاجونه من مواد غذائية مختلفة، ومكونات لتحضير الأطباق البحرينية التقليدية التي لا تخلو مائدة الإفطار اليومية منها.

وتشهد الأسواق هذه الأيام رواجًا وإقبالاً، وتوفير لوازم الوجبات الرئيسية والحلويات التي تحضرها النساء البحرينيات قبل أيام من بدء هذا الشهر، وأشهرها على الإطلاق “الصالونة” و”الهريس” و”القيمات” و“الكباب” و“الساغو”.

وتعمل الأسواق ومراكز التسوق والمحال التجارية على قدم وساق للاستعداد المبكر والمعتاد خلال هذه الفترة من كل عام لشهر رمضان المبارك، حيث جهزت معظم محال السوبر ماركت الأرفف وعرضت المنتجات والسلع الرمضانية في المقدمة وفي زوايا مناسبة وبطرق جاذبة للزبائن، كما ظهرت مجلات العروض الترويجية والتخفيضات الرمضانية.

وفرة في السلع الأساسية

ويؤكد تجار المواد الغذائية وكبار المسؤولين في شركات السلع الأساسية أن موسم هذا العام يشهد وفرة في المخزون والمعروض من المواد الغذائية الرمضانية، متوقعين أن تسهم تلك الوفرة في مزيد من العروض والتخفيضات في ظل المنافسة بين كبريات المحال والمستوردين.

إلى ذلك، أكد رجل الأعمال وتاجر المواد الغذائية، خالد الأمين، أن جميع تجار المواد الغذائية سيكررون اجتماعهم السنوي لتوقيع التعهد بعدم رفع الأسعار خلال شهر رمضان المبارك، متوقعًا أن تتم زيادة الكميات بنسبة تتراوح ما بين 15 % إلى 25 %، عازيًا ذلك إلى زيادة التعداد السكاني.

وقال إن الجميع مستعد لهذا الشهر الكريم، حيث يعتبر أحد المواسم المهمة في البحرين وبقية البلدان الإسلامية، متوقعًا أن يتم طرح كميات تتراوح ما بين 3500 طن إلى 4500 طن يوميًّا من البضائع خلال شهر رمضان.

وأضاف أن المخابز الشعبية والآلية أخذت احتياجاتها من الطحين استعدادًا للطلب الذي يتزايد خلال هذه الفترة، مبينًا أن هناك حوالي 685 مخبزًا شعبيًّا و74 مخبزًا آليًّا في البحرين.

وأوضح أن الأغلبية بدأت الحملات الترويجية اعتبارًا من أواخر ابريل، وأبرز ما يميز هذه الحملات هي المواد الغذائية المشهورة في الاستخدام خلال الشهر الكريم مثل الطحين وحب الهريس والسمبوسة وغيرها.

وأشار إلى وجود وفرة في الكميات بالمخازن تكفي لمدة 3 أشهر وحتى 4 أشهر، لافتًا إلى أن شهر رمضان يعتبر موسمًا ممتازًا ودائمًا ما ينعش الحركة في الأسواق.

من جانبه، قال مستورد المواشي، علي الفضالة، إن شهر رمضان خلال هذا العام مختلف عن المواسم السابقة مع دخول تجار مواش جدد للسوق ما أدى لوجود معروض كبير يفوق حجمه 20 ألف رأس.

وأكد الفضالة وصول كميات تقدر بـ 20 ألف رأس من الأغنام منذ حوالي شهر ونصف، منها 15 ألف رأس من الأغنام الإفريقية و5 آلاف رأس من الأردن وتم التوقيع لاستيراد 6 آلاف رأس من سلطنة عمان، متوقعًا أن يصل منها ألفا رأس اليوم السبت.

وأضاف أن سعر كيلو لحم المواشي الحية المذبوحة في المملكة خاصة الأغنام الإفريقية المستوردة من الصومال والسودان، سيكون مقاربًا بصورة كبيرة للحوم المبردة المستوردة.

وأوضح أن كميات الأبقار أيضًا ستكون أكثر من المطلوب، بينما سعر كيلو لحم البقر الكبير لن يتجاوز 2.500 دينار ولحم البقر الصغير (العجل) سيتراوح بين 3 دنانير إلى 3.500 دينار، متوقعًا أن تستقر عند 3 دنانير، مبينًا أن لحم البقر الكبير أقل جودة من الصغير الذي تراوح سعره خلال العام الماضي بين 3.500 دينار وحتى 5 دنانير، لافتًا إلى أن اللحوم التي سيتم طرحها خلال رمضان 1439 هـ ستكون جودتها أفضل من السابقة.

وعن أسعار المواشي، قال “الآن سعر الذبيحة الصومالية الصغيرة 45 دينارًا والكبيرة 55 دينارًا والسودانية الصغيرة 75 دينارًا والكبيرة 85 دينارًا، مشيرًا إلى أن هذه الأسعار قابلة للانخفاض مع أول أيام شهر رمضان المبارك.

 

العرض والطلب يحددان الأسعار

وأضاف أن الأسعار تعتمد بشكل كبير على حركة السوق، فإذا نشطت الحركة في السوق يستقر السعر دون ارتفاع، والعكس صحيح، داعيًا إلى عدم تهافت المستهلكين وتخزين كميات كبيرة من اللحوم في الثلاجات، حيث إن الكميات الموجودة تكفي لطوال الشهر الكريم فالكل يأخذ بقدر حاجته.

ولفت الفضالة إلى أن كبار المستوردين كان عددهم 4 تجار وبعد رفع الدعم عن اللحوم تضاعف عددهم ووصل إلى حوالي 10 تجار، وصغار التجار الذين يشترون من المستوردين بالجملة يصل عددهم إلى حوالي 150 تاجرًا، مضيفًا أنه لو كان هناك سوق أكبر لتجار المواشي سيخلق دماءً جديدة وشبابًا للدخول في هذا المجال، إذ يجب أولاً أن تتم زيادة الحظائر وتوسعة المسالخ.

وناشد الفضالة وزارة البلديات والتخطيط العمراني تشديد الرقابة على الأسواق ووضع أختام لمعرفة التجار المعتمدين، وذلك للحفاظ على صحة المواطن لتفادي دخول لحوم غير مناسبة لاستخدام المستهلك البحريني.

بدوره، قال صاحب شركة البستاني للخضار والفواكه الطازجة، رضا البستاني، إن التجار دائمًا ما يستعدون لتوفير جميع البضائع اللازمة خلال شهر رمضان المبارك وزيادة كميات المنتجات التي يكثر الطلب عليها خلال هذا الموسم مثل الأوراق الخضراء وخضار “الصالونة” الذي يتميز الشهر الكريم بإعدادها بشكل يومي.

وأضاف أنه من المبكر أن يتم التصريح بما يتم التجهيز له لهذا الشهر الفضيل، حيث إن أغلب البضائع سريعة التلف ولا يمكن استيرادها قبل حلول شهر رمضان بفترة طويلة، مبينًا أن المنتجات ستبدأ بالوصول قبل 3 أيام تقريبًا من غرة الشهر الفضيل.

وأوضح أن تغيّر أوضاع الطقس في بلاد الشام واجتياح الفيضانات لعدد من المدن الأردنية إثر الأمطار الغزيرة هطلت مؤخرًا أدى ذلك  لارتفاع منسوب مياه الفيضان أو الانهيارات مما قد يقود إلى إتلاف بعض المحاصيل الزراعية، مستدركًا أنه لن يكون هناك أي نقص في المنتجات في السوق حيث يوجد بديل لكل محصول.

ومن جانب الدواجن، أكد المدير العام لشركة دلمون للدواجن، عبدالهادي ميرزا، أن الشركة بدأت الاستعدادات لشهر رمضان مبكرًا بدءًا من يناير، وفي أواخر مارس الماضي تم ضخ كميات بالطاقة القصوى حيث تم طرح ما بين 27 ألفًا إلى 29 ألف طن في اليوم وتم رفعها إلى حوالي 34 ألف دجاجة في اليوم.

وأضاف أنه سيتم بقدر الإمكان توفير المنتج الوطني للمستهلكين وبأسعار مناسبة وعروض ترويجية مع عدد من السوبر ماركت. ودعا المستهلكين لعدم تخزين الدجاج، حيث إنه متوافر بشكل طبيعي والمخزون المتوفر يكفي جميع الطلبات، كما أن هناك كميات من الدجاج المجمد في الشركة.

 

“حماية المستهلك” مطالبة بتكثيف الرقابة

وعلى صعيد متصل، طالب مواطنون ومقيمون إدارة حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة بضرورة تكثيف نشاطها خلال الأيام القليلة المقبلة للحيلولة دون انتشار الغش التجاري وصعود الأسعار بشكل غير مبرر.

وأوضحوا أن الأسواق عادة “تستعر” مع بداية الشهر الفضيل ولكنها تعود إلى الهدوء بعد مرور 10 أيام على الأقل، محملين المستهلكين والمشترين أسباب ذلك، حيث يتهافت الناس على الأسواق لشراء كميات كبيرة بهدف تخزينها وتكديسها وهو أمر يضر بحركة السوق ويؤدي إلى رفع الأسعار، حيث كلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار.

وأبدوا تفاؤلهم من أن الأسواق تبقى مستقرة كما في السنوات الماضية، لكنهم بذات الوقت دعوا حماية المستهلك التنبه أكثر ومنع بعض التجار من استغلال الموسم.

ومن المعلوم أن تجار المواد الغذائية في البحرين، الرئيسيين (الكبار) يوقعون وثيقة شرف سنويًّا قبيل شهر رمضان المبارك يتعهدون فيها بعدم رفع الأسعار ومراعاة ظروف الناس وضبط الأسواق كما في الأيام العادية.

 

 

لا للتكديس.. ونعم لدور “حماية المستهلك”

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبدأ الكثير من المواطنين والمستهلكين بالشراء المبالغ فيه للسلع الغذائية والأطعمة؛ بهدف تخزينها في المنازل استعدادًا للشهر الفضيل خوفًا من نفادها، الأمر الذي يرفع الطلب وبالتالي يزيد الأسعار، فضلاً عن إمكانية تلف بعض المواد، وبالتالي خسارتها. وهو تصرف غير مبرر في ظل تطمين التجار الرئيسيين في المملكة بوفرة المواد وامتلاء مخازنهم بالسلع. وبدورنا ندعو الناس بضرورة الاستمرار بسياسة التسوق الاعتيادية حتى تبقى الأسواق منضبطة والأسعار في متناول الجميع.

في الجهة المقابلة، على إدارة حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة تكثيف جهودها في مراقبة الأسواق المحلية تفاديًا لاستغلال الموسم من قبل بعض التجار ضعيفي النفوس ورفع الأسعار على المستهلكين تماشيًا مع صعود الطلب على موائد الشهر الكريم.

هناك ما يسمى “جمعية حماية المستهلك” في البحرين نسمع بها ولكننا لا نراها ولا نلمس عملها، رغم أهميتها في مساعدة الجهات المعنية في ضبط الأسعار وضبط المخالفين. إذا كان القائمون عليها لا يملكون الوقت لإدارتها.

والقيام بالأعمال اللازمة فليفتحوا المجال لدماء جديدة قادرة على العمل وترغب في إحداث تغيير وتساهم في إيصال صوت المستهلكين للجهات المعنية.

المحرر