+A
A-

ما أجملكم بلا عنصرية

بحريني من أم مصرية.. سوداني ذو جنسية بحرينية. سوري من أراض عربية. بحريني من أصول شرقية. سعودية أو كويتية. من أم مغربية. أو عمانية. تونسية. عراقية او لبنانية. و غيرها. كلها دماء عربية على أرض عربية. اختلطت بالمحبة والأنساب والدين الواحد. لو كان هناك أساس للعنصرية لما اختلطت. ولكن لم العنصرية يا صغيري. فالطفولة لا تعي معنى الفرقة. ولا يجب أن ترى سوى الاحلام الوردية. حتى أصبحتم أحزابا تشتت باقي الأطفال الي أحزاب أخرى.

من زرع فيكم الكراهية منذ نعومة أظافركم حتى بتم أداة في يد الأفكار الاستعمارية. انتم مستقبلنا جميعا. والله اني أجزع خوفا وهلعا عليكم وعليه حين أراكم تنادون بعضكم بيا ابن المصرية أو غيرها من الأراضي العربية. تلك الأراضي القدسية التي تجلى الله لنبيه موسى عليها و حماها من كيد الغادرين حتى أصبحت صخرة تتكسر عليها كل طموحاتهم الاستعمارية.

خير جند الأرض المذكور في القرآن أهلها في رباط إلى يوم الدين في سنة نبي الله. من مزق عقولكم الصغيرة إلى تلك الأشلاء أما يكفي أن مزقت الأراضي العربية التي جمعها نبينا ومن خلفه إلى دول ومزقت بعض الدول إلى دول أخرى ثم غزوا عقولكم ليبيت الشتات فيها.

أفيقوا فليس نحن من حكم عليه الله بالشتات. من دخل اليكم بالعادات الجاهلية تارة ولبس عباءة الدين تارة أخرى حتى تكرهون اجتماعكم في مكان واحد. تتناحرون الآن بأيديكم الصغيرة و غدا من يعلم ماذا سيكون سلاحكم. هل بات دور المؤسسات التربوية منحصرا في لون الزي المدرسي ومواقيت الحضور والانصراف!!

ربينا أبناءنا كما تربينا في مدارسكم سابقا أننا من دين واحد ودم واحد نختلف في الشكل ربما. لكن تجمعنا المحبة. نلتقي بالبسمة و نفترق بها. لما اصبح صاحب الأخلاق موصوما بالضعف. هل تراجعت هيبة المعلم و المدارس الى هذا الحد المخيف. و تقلصت الوسائل العقابية فباتت مصدر قلق للأهل و الطفل.

إن أجمل ذكرياتنا كانت في تلك الفترة. يأخذنا الحنين اليها شوقا إلى جمال معالمها و تفاصيلها فلا تجعلوها مفزعة لأبنائنا. أعيدوا إليهم طفولتهم و أعطوهم من وقتكم ما ينقذ مستقبلكم و مستقبلهم. ما فائدة العلم إن لم يحويه عقل ناضج يعي معنى الإنسانية.

 

غادة عبدالرحيم