+A
A-

الجودر: لن تنعم المنطقة بالأمن إلا بالوحدة والتعايُش السلمي

قال خطيب جامع الخير في قلالي صلاح الجودر “إن ما يجري في الأمة اليوم يُفرح العدو، ويُحزن الصديق، فما يحدث اليوم مصيبة كبرى وحدث جلل يستهدف عقيدة الأمة وتاريخها ومجدها وحضارتها، ومن المؤسف أن قبول ذلك والموافقة عليه، ناهيكم عن السماح له هو إعانة وخيانة كبرى لا تصلح معه دنيا ولا دين! فقوة الأمة ووحدة المسلمين أبداً لا يمكن أن تقوم في فترة التحريش والتحريض وإظهار الأخطاء والانكفاء على الطائفية والمذهبية والعرقية، وهي ما تعرف بالنعرات العصبوية، فذلكم هي قاصمة الظهر وحالقة الدين”.

واضاف “إن على كل غيور على دينه وأمته ومجتمعه ألا يستهين بتلك الألغام المدمرة في الساحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي إن لم يتعامل معها بحذر ويبطلها، فإنها والله ستفتك بالأمة وتجعلها في دوامة الصراعات، وستعيشها بعدها في ظلام دامس ومستنقع آسن إلا أن يرحمنا الله برحمته! فأعداء الأمة لم يوجدوا الخلاف فيها، ولكنهم وجدوا أرضا خصبة وتاريخا مأزوما؛ ليزرعوا فيها الحقد والكراهية، فيمزقوا الأمة ويسيطروا على مقدراتها”.

وتابع “إن تفوق العدو ونجاحه ليس بسبب ذكائه ودهائه، ولكن لضعف الأمة وتقصيرها، وغفلتها وإنشغالها، وأخشى أن أقول لانصراف أبنائها لزهرة الحياة الدنيا وقلة أمانتهم، فالحذر الحذر-عباد الله- أن تتوغل الأمة في الصراعات الطائفية أو الحزبية المقيتة، يجب على الأمة أن تتمسك بنهج الوحدة والاتحاد والتعايش السلمي، وإن من النصح للأمة هو إعادة النظر في الخطاب الديني القائم على مرويات التكفير والسب والطعن والأساطير الخرافية، يجب شطب الركام الأسود الذي يدعو لسب الصحابة وتهميش آل البيت، والنيل من زوجات النبي، أو احتقار تاريخ الأمة المجيد والمسيرة المباركة لدينها العظيم، أو الإساءة للتابعين وأئمة الهدى وولاة الأمر”.

وزاد “يجب تنقيح كتب التاريخ من الروايات المدسوسة التي لم يكن هدف وضعها إلا من أجل هدم أسس الدين والعقيدة، ونشر الخلاف والفرقة بين المسلمين، في المقابل يجب إظهار الصورة الحقيقة الناصحة لمجتمع الصحابة وآل البيت من جهة، ولعلاقة المسلمين بغيرهم من أتباع الأديان والثقافات، ففي كتب التاريخ سجل حافل من التعايش السلمي والتسامح الأخلاقي مع سائر البشر، ويكفينا ما جاء في كتاب ربنا من آيات، وهدي رسولنا من آثار، وصحابته الكرام من اتباع، ولعل وثيقة المدينة بين المسلمين واليهود لأكبر شاهد، والعهدة العمرية بين المسلمين والنصارى لأكبر دليل!”.

وتابع “المتأمل في الساحة اليوم يرى بأن الشكوى إنما في ثلاثة تيارات، الغلاة والجفاة والغزاة، فالغلاة هم أهل التعصب والعنف والإرهاب، والجفاة هم من يسعون قطع الأمة عن دينها وعقيدتها وتاريخها. أما الغُزاةُ، فهم من يتخذون الفريقين سبيلا لتحقيق غاياتهم، لذا فإن المسؤولية الدينية والحس الوطني يقضي بالتحري الكامل عن أهداف أولئك الغزاة، ومن يعتقد بأنهم يستهدفون منطقة دون غيرها، فهو يعيش حالة من الضياع، فكم هي الدول العربية والإسلامية المشتعلة بصراعات مفتعلة؟ تأملوا معي في فلسطين وأفغانستان والصومال والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا، ولن تنعم المنطقة بالأمن والأمان إلا بالوحدة والاتحاد والتعايُش السلمي”.