+A
A-

محمود حسين لـ “البلاد”: التدخلات القطرية في شؤون الدول مشروع تقسيمي ولن يتوقف

قال عضو مجلس النواب المصري محمود حسين إن التدخلات القطرية بمصر وبغيرها من الدول مشروع تقسيمي لن يتوقف، ويعكس أجندات هذه الدولة الصغيرة ومن يقف خلفها، والتي ترمي ومن خلال أعلامها الأصفر، وأموالها الفائقة، لتفتيت الدول العربية، وتغيير هوياتها، وبناء أنظمة ضعيفة واهنة، لا تمتلك قراراتها، متابعاً” مستمرون بالتصدي لهذه الأجندات، وفضحها للعالم، والنظام القطري إلى زوال؛ لأنه بني على باطل، وظلم، وجور”.

وأوضح حسين بحوار أجرته معه “البلاد” بأن جماعات الإخوان المسلمين انتهت فعلياً، وأن أدوارها اليوم لا تتخطى إثارة الفتن من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وأضاف” مصر لن ترجع للوراء”.

وفيما يلي نص اللقاء.

كيف تقرأ مستقبل مصر في ظل التحديات الداخلية والخارجية؟

عصفت بمصر مرحلة صعبة جداً العام 2011، أسوة بدول عربية أخرى عديدة، الأمر الذي أضر بها اقتصادياً، وبشكل كبير، وأمنياً أيضا، لكن وخلال السنوات الأربعة الماضية، وثبت مصر وثبة عالية على المستويات كافة، خصوصا على المستوى الأمني، حيث يعم الأمن الآن أرجاء المحافظات المصرية كافة، بعد أن كان المواطنون يخشون التنقل ما بين المحافظات العام 2013.

ويتم حاليا على الأراضي المصرية، بناء 11 ألف مشروع اقتصادي مختلف، وهو معدل عال جدًا لدولة عاد إليها الأمن والاستقرار بعد ظروف عصيبة، وبمشروعات تتنوع ما بين البنية التحتية، والكهرباء، والمشاريع السكنية، وبناء الطرق، والتي وصلت لأكثر من 7000 كيلومتر، وغيرها.

وعليه، فهو رقمي قياسي وفلكي، قياسا بظروف مصر السابقة والراهنة، والمستقبل زاهر، كما أن الاستثمارات بدأت تنهال كالسابق، وأكثر، ولقد ضخ العام الماضي لوحدة أكثر من 400 مليون دولار كاستثمار أجنبي.

أضف أن بعض القرارات الاقتصادية التي كان من الصعب اتخاذها بتاريخ الدولة المصرية، أقرت القيادة السياسية قرارات شجاعة لتمريرها، بمقدمتها تعويم الجنيه، ورفع الدعم عن بعض المواد التي كانت ترهق الاقتصاد المصري، إضافة لقرارات التي تشجع وتحفز المستثمر الأجنبي للاستثمار.

     

ماذا عن مستقبل الجنيه المصري؟

هنالك استقرار لسعر الجنيه المصري منذ أربعة أشهر، وبنسبة تتراوح ما بين 17.60 إلى 17.64 جنيه بمقابل الدولار، وهو مؤشر ثابت بعث الطمأنينه للمستثمرين، ناهيك أن من أهم عوامل رفع قيمة الجنيه المصري، هو زيادة نسبة تصدير المنتجات المصرية للخارج.

ولقد تزايد العان الماضي، تصدير المنتجات المصرية للخارج، من موالح وبعض المواد الاستهلاكية الأخرى، وبإيرادات تخطت 600 مليون دولار، وعليه فإن التصنيع والتصدير أمران بالغَا الأهمية لمصر، وهو ما تتجه له الدولة المصرية الآن بقوة، وبواقع لن يتحقق إلا مع الاستمرار بتوفير المناخ الآمن والمستقر.

ألا ترى بأن الجراحة الاقتصادية التي تتبعها مصر كتعويم الجنيه ورفع الدعم عن بعض السلع الأساسية كالطاقة والبترول، بأنها أضرت ضررا مباشرا بحال المواطن المصري البسيط؟ قد توجد حالة من التذمر.

الدولة المصرية ونظرا للظروف القاسية التي عصفت بها كانت على وشك الانهيار، والمواطن المصري سواء الثري أو المتوسط أو الفقير، يتشاركون جميعاً مسؤولية دفع الضريبة؛ لكي تعود مصر كما كانت عليه وأفضل.

والمواطن يعلم جيدا ما يجري حوله، ويعلم أيضا وضوح الرئيس السيسي معه، وأنا أتحدث هنا عن بلد تحتضن أكثر من 100 مليون شخص، في حين أن مخزون البلد من النقد الأجنبي لا يتخطى 16 مليار دولار.

الدولة كانت تضخ بالسابق مبالغ ضخمة في البنك المركزي، لكي تحافظ على سعر الجنيه قبالة الدولار، لكنه أمر انقضى مع قرار تعويم الجنيه، والذي قضى على السوق السوداء لتجارة العمل، وساعد على جلب الاستثمارات الأجنبية، مع الاستقرار النسبي للدولار. الأمر الذي يوفر الأمان للمستثمر قبالة الألاعيب الاقتصادية، وأوجد وفرة للدولار بالسوق.

وماذا عن جماعات الإسلام السياسي، والتي تراهن على الملفات الاقتصادية لتأجيج الأوضاع داخل مصر؟

المعارضة دائما ما تراهن على ما يؤرق بال المواطن، خصوصا بفترة الانتخابات، وفي مقابل ذلك، فإن الدولة المصرية تبين وبوضوح للشارع طبيعة مشاريعها وأجنداتها.

ناهيك أن المواطن المصري يرى اليوم، المشاريع المنجزة، والطفرات الاقتصادية والخدمية التي طالت أرجاء الدولة المصرية كافة، وهي مشاريع كان من الاستحالة إنجازها دون اتخاذ بعض القرارات الاقتصادية الصعبة.

أين يتجه الإرهاب الذي يطال بعض المدن المصرية الآن؟

مصر تقضي حاليا على آخر أوكار الإرهابيين الموجودين بسيناء، وهي معارك حاسمة تمتد لمعارك ضخمة ضد الإرهاب امتدت لأكثر من أربعة أعوام، ومصر – والجميع يعلم ذلك - كانت هي الجائزة الكبرى لفوضى ما سمي بربيع العرب، ولكن وبتوفيق من الله وقف فلول الإرهاب عند مصر، بإرادة مصر، وشعب مصر.

هل تبين خلال العمليات التي تقودها مصر ضد الإرهاب وجود بصمات إيرانية؟

إيران في الخريطة التآمرية نحو مصر، يشاركها بذلك تركيا، وقطر، وبمثلث تآمري، واضح، ومعروف، ولا توجد أي مشاكل بالمنطقة إلا ولهذه الدول أياد مؤثمة بها، ويمثل التقارب الإيراني مع حزب الله كتأكد للتخوف من إيران، والتي لا تريد خيرا لأحد، ولقد ظهرت محاولات تقرب إيران لمصر، بفترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، لكن هذا العصر انتهى بلا رجعة، لكن الأيادي الخفية لهذه الدول لا يمكن أن تنتهي.

كيف تنظر لتصريحات (أردوغان) الأخيرة فيما يخص تنقيب الحكومة المصرية لحقول الغاز بالقرب من قبرص؟

تصريحات حاقدة، جاءت بعد رأى أردوغان نجاحا اقتصاديا كبيرا لمصر وعلى مستوى الشرق الأوسط، بافتتاح حقل “زهر”، والذي سيوفر احتياطي غاز لمصر بنسبة 100 %، ويغطي الإنتاج لمصر بالنسبة ذاتها، بعد أن كنا نستورده، وعليه فإن أكاذيب أردوغان لن تكون واقعا أبدا؛ لأن الجيش المصري قادر على حماية المياه الإقليمية، والثروات المصرية، ولقد كان تصريح الخارجية المصرية بهذا الصدد واضحا، وشديد اللهجة.

بعد مرور أربع سنوات على الفوضى التي عمت مصر، كيف تقرأ واقع جماعات الإسلام السياسي (الإخوان) الآن؟

جماعة الإخوان لا تعمل على الأرض الآن، وانما بالسر، وبحسابات شبكات التواصل الاجتماعي، وأؤكد هنا بأن مصر لن ترجع للوراء، لا مع الإخوان، ولا غيرهم.

كيف تنظر لمشاريع الشباب خلال فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

أكثر فترة أخذ بها الشباب المصري حقه، هي فترة حكم الرئيس السيسي، ولقد تم تدشين مؤتمرات الشباب المصري الكبرى، والتي يشارك بها الرئيس المصري شخصيا، ويتجاوب من خلالها مع أسئلة الشباب المصري مباشرة، وبصورة تعكس اهتمامه الكبير بإعداد وتأهيل الكوادر الشبابية، والنهضة بها، أضف أن 25 % من مجلس النواب الآن هم من الشباب.

وبرأيي، فإن أكثر ما يهم الشباب المصري هو تسارع وتيرة بناء المشاريع الاقتصادية، وتحسين مستويات الدخل، ولقد أسهم نجاح الدولة المصرية بها، بأن تم القضاء على الكثير من الظواهر السلبية، كالهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والتي تخللها غرق بعض المراكب، عليها مواطنون مصريون.

ومن الرائع هنا، بأنه وفي المكان الذي كان يهرب من الشباب المصري للبحر المتوسط تم بناء أكبر مزرعة سمكية بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدالفتاح السياسي، بمنطقة كفر الشيخ تحديدا، واسمها بركة “غليون” وعلى مساحة 250 ألف فدان، تدار بكفاءات شبابية مصرية، ولك أن تتخيل أنه ومنذ إنشائها وحتى الآن، لم يبلغ عن حالة هرب واحدة غير شرعية إلى أوروبا، أضف أن الكثير من الوزراء، ونوابهم، ومساعدي المحافظين من الشباب، هنالك اهتمام بفئة الشباب، وهو اهتمام متعاظم.

هل ترى ظاهرة تزايد القنوات الفضائية بمصر صحية؟

في ظل وضعها الراهن، فالجواب (لا)، نحن بحاجة لقنوات هادفة، نستطيع من خلال أن نتحدث للعالم، وللداخل بالشكل الصحيح، حول ما يجري بمصر، وبشكل هادف، تديرها كفاءات تعي ماذا تريد منهم مصر بهذه المرحلة.

وتنامت بمصر مؤخراً، ظاهرة برامج “التوك شو”، والتي ترمي فقط لزيادة نسبة المشاهدة، بغض النظر عن المردود من البرنامج نفسه، كأن يتم تناول بعض السلبيات والمشكلات، والتي تدفع المشاهدين؛ لكي يسارعوا لمشاهدة بعض هذه البرامج.

ولقد تم مؤخرا تدشين الهيئة الوطنية للإعلام، والتي يندرج من ضمن مهامها الأشراف على ما يتم التطرق إليه ببرامج القنوات الفضائية، ولقد تم وقف بعض هذه البرامج لتخطيها حدود الآداب العامة، وعليه فإن إعادة الرقابة على القنوات بهذه الفترة أمر مهم جداً، شريطة ألا يخنق الحريات، وانما لضبط إيقاع هذه القنوات، وبما ينسجم مع المصالح العامة لمصر، والشعب المصري.

 

برأيك، هل ستستمر التدخلات القطرية بالشأن المصري؟

التدخلات القطرية بمصر وبغيرها من الدول مشروع تقسيمي لن يتوقف، ويعكس أجندات هذه الدولة الصغيرة ومن يقف خلفها، والتي ترمي ومن خلال أعلامها الأصفر، وأموالها الفائقة، لتفتيت الدول العربية، وتغيير هوياتها، وبناء أنظمة ضعيفة واهنة، لا تمتلك قراراتها، ولكننا مستمرون بالتصدي لهذه الأجندات، وفضحها للعالم، والنظام القطري إلى زوال؛ لأنه بني على باطل، وظلم، وجور.