+A
A-

فيلم The Post.. عندما تكون الصحافة بالفعل السلطة الرابعة

يعتبر فيلم الدراما والاثارة The Post والذي يعرض بنجاح في البحرين عبر فوكس سينكو من اكثر الافلام التي اثارت الجدل مؤخرا في المنطقة، حيث يقدم المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ فيه قضية حرية الصحافة وكيفية التعامل مع وثائق يمكنها أن تهدد استقرار بلد، وهو فيلم مهم لكل العاملين في مجال الصحافة والاعلام.

الاحداث تقع في فترة في السبعينيات ووقعت في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيسكون، عندما نُشرت “أوراق البنتاغون” في صحيفة “نيويوريك تايمز” ومن ثم “واشنطن بوست”، ما أدى الى معركة بين السلطة والصحافة، وفي الفيلم توضيح بالتفصيل التي ادت الى كيفية وصول الوثائق المسربة التي كشفت خداع أربعة رؤساء أميركيين (ترومان، ايزنهاور، كينيدي، وليندون جون جونسون)، وفضحت ما يجري بالفعل في حرب فيتنام، حيث أرسلت الولايات المتحدة جنودها إلى هناك للقتال بالرغم من علمها بأنها عملية خاسرة.

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الفيلم هو “قصة حب”، وتحية مشجعة لاستقلال الصحافة، والمساواة بين الجنسين. وأشادت الصحيفة، بتجسيد بطلة الفيلم ميريل ستريب، لشخصية وريثة “واشنطن بوست”، كاثرين غراهام، من حيث تطور شخصيتها، من أرملة تتحمل مسؤولية كبيرة، بإدارتها للصحيفة الأميركية، من بعد وفاة زوجها فيليب في العام 1963، حتى تصبح أكثر قوة وثقة في نفسها، وشط عالم يطغوه الرجال، وترى أن أداء ستريب في الفيلم هو الأفضل خلال القرن الـ 21، ولا تستبعد حصولها على ترشيح جديد لجائزة الأوسكار عنه. كذلك امتدحت الصحيفة أداء توم هانكس لدور رئيس تحرير الصحيفة “بن برادلي”، الذي يتسم بالذكارء والتمرد، ولا يعرف مصطلح “غير صالح للنشر”.

وذكرت الصحيفة في نقدها للفيلم، أنه نجح في تحقيق توازن في العلاقة بين “برادلي” و”غراهام”، أو “هانكس” و”ستريب”، وإحداثه مزيجا من التواضع والذوق الفني، ومكانتهما الفنية.

اختار صحيفة “واشنطن بوست”، أن أجمل مشاهد فيلم “The Post”، عندما تتخذ غراما قرار نشر وثائق “البنتاغون” السرية عبر صفيحتها، وما أن تبدأ ماكينات الطباعة في العمل، حتى نرى مكاتب الصحيفة، وبالتحديد مكتب الصحفي “باغيكيان” وهو هتز بشدة، في إشارة من المخرج ستيفن سبيلبرغ، إلى أن نشر هذه الوثائق سيسبب زلزالا يطيح بريتشارد نيسكون من منصبه في البيت الأبيض، بعد سنوات، والمقصود هنا فضيحة طووتر غيت”.

قالت “واشنطن بوست” إن أكثر ما عاب فيلم “The Post”، هو اعتماده على المباشرة والإيحائية للفت الانتباه إلى رسائله السياسية، ومنها مشهد مشهد خروج “غراهام” (مريل ستريب) من قاعة المحكمة، واختراقها مجموعة من النساء اللاتي ينظرن إليها بإعجاب ونوع من التقديس، والذي اعتبرت الصحيفة بأنه جاء مقحماً ومبتذلا إلى حد كبير.

ويشهد فيلم “The Post”، على التعاون الفني الأول بين ميريل ستريب والمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، والخامس بين الأخير والممثل الأميركي توم هانكس.

ترى صحيفة “واشنطن بوست” أن فيلم “ذا بوست” أفضل فيلم يتناول معركة الصحافة ضد السلطة، منذ فيلم “All the President’s Men” من إنتاج 1976، ويتفوق على فيلم “Spotlight”، الذي عرض في العام 2016، في أن قضيته أشمل وأكبر من قضية تحرش قسيس بأطفال.

ورغم أن “ذا بوست” يعكس شيئاً من الوضع الحالي في الولايات المتحدة، والعلاقة بين الصحافة الأميركية ورئيس البلاد، فقد رفض سبيلبرغ توصيف الفيلم بالسياسي. وقال: “اعتقد أنه من المهم جداً ألا يُنظر إلى الفيلم على أنه فيلم سياسي او حزبي، من خلال ما يسميه الإعلام ليبرالية هوليوود”. واضاف: “أنا لا أرى أنه فيلم حزبي، لكنه فيلم عن الوطنية والإعلام الشجاع، والقوة الرابعة، وكل ما فعلوه للحصول على أوراق البنتاغون لتنشر، والتي اخذتهم بعد ذلك الى ووترغيت”.