+A
A-

مدربون ومحللون : خليجي 23 فقيرة فنياً ولم تقدم نجوماً جددًا

ثمة إجماع في الشارع الكروي الخليجي على ان النسخة الثالثة والعشرين من كأس الخليج عرفت مستوى فنيا متواضعا لا يتوافق مع النجاحات الكبيرة على المستوى التنظيمي رغم قصر الفترة الزمنية التي سبقت إقرار اقامة البطولة، خلافا الى ان ما قدمته المنتخبات في خليجي 23 لم يوازِ حجم الحضور الجماهيري الكبير الذي فاق التوقعات وتفوق حتى على النسخة الماضية التي جرت في الرياض عام 2014.

فيما يلي رأي عدد من المدربين والمحللين والمتابعين للشأن الخليجي، وادركت ان الامر بدا منطقيا بالنسبة لهؤلاء الذين ربطوا ذاك التواضع الفني بتواضع مستوى إعداد وتحضير الفرق لخوض غمار البطولة التي تم إقرار إقامتها قبل وقت ضيق جدا لم يتجاوز العشرة ايام، فلم يتسنِ لجل المنتخبات إعداد فرقها بالشكل اللائق سواء على مستوى المعسكرات أو الاختبارات الودية.

المتحدثون الينا ذهبوا الى ما هو ابعد من فقر البطولة فنيا، عندما اكدوا انها عرفت سابقة لم تحدث منذ فترة طويلة بعدما عجزت خليجي 23 عن تقديم نجوم جدد كما في سابق الدورات التي دأبت على إظهار مواهب تلفت الانظار وتسجل حضورها القاري والدولي من بوابة دورات كأس الخليج التي ماانفكت تكون منبع النجوم.. ولعل هؤلاء ساقوا دلائل اخرى للقصور الفني، منها شح الأهداف بل وندرتها في عديد المباريات كإشارة الى غياب الهدافين البارعين وصناع اللعب المهاريين.

الحوطي: المستوى الفني متواضع

أكد سعد الحوطي نجم الكرة الكويتية السابق والمحلل الفني لقنوات بي ان سبورت أن المستوى الفني في النسخة الثالثة والعشرين من كأس الخليج كان متواضعا وفقيراً ايضا، مرجئا ذلك لتواضع التحضير البدني والفني للمنتخبات المشاركة بعدما تم اقرار اقامة البطولة في الكويت بشكل مفاجئ عقب رفع الايقاف عن الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم  فيفا  فلم تستعد المنتخبات بالشكل اللائق ولم تخض فترات تحضير مثالية سواء على مستوى المعسكرات او المباريات الودية، لافتا الى ان المدربين لجأوا لاختيار العناصر المميزة فنيا بغض النظر عن مستوى استعداد هؤلاء لخوض غمار بطولة تنافسية لها خصوصيتها في المنطقة.

واوضح الحوطي انه في الدورات السابقة ربما كانت الامور واضحة حيث كانت الاتحادات تعرف موعد اقامة كأس الخليج قبل اكثر من عام الأمر الذي يفسح المجال امام إعداد برنامج تحضير وإيقاف الدوريات وترتيب المباريات الودية فتصل الفرق الى المنافسة في قمة حضورها البدني والخططي، بيد ان النسخة الثالثة والعشرين سارت فيها الامور على عجل دون ادنى متطلبات الإعداد والتحضير.

واشار الحوطي الى ان ذات الاسباب التي تتعلق بالإعداد غيبت حتى مسألة ظهور اسماء جديدة ونجوم شباب اعتادت كأس الخليج ان تقدمهم للكرة الخليجية، فلم يلفت أي لاعب انظار الإعلام او الجماهير كما هي العادة، لافتا ايضا الى ان ندرة الاهداف في البطولة تأكيد على غياب الهدافين وعدم وجود صناع لعب بمستوى عال.. وشدد الحوطي على ان البطولة عرفت النجاح التنظيمي والحضور الجماهيري اللافت، لكنها في الوقت ذاته لم تعرف تقديم المستوى الفني الذي كان متواضعا بل وفقيرا في عديد المباريات.

جمعة: البطولة بلا نجوم

أكد المدرب الوطني والمحلل عبيد جمعة ان كأس الخليج في الكويت كانت فقيرة فنيا ولم نشاهد فيها الاثارة المعتادة في البطولات السابقة التي كانت مبارياتها مشوقة وحماسية, ولكن في خليجي 23 كان الوضع اقل من المتوقع حيث جاءت البطولة متواضعة للغاية وخيبت املنا وافتقدت الكثير.

واضاف عبيد: الايجابية الوحيدة في كأس الخليج هي اقامتها في الكويت, والتنظيم الجيد رغم قصر المدة التي طلب من الكويت اقامة البطولة فيها, ولكن خلاف ذلك لا يوجد ما يذكر لان الكثير من مباريات البطولة كانت ضعيفة وانتهت بلا اهداف, والبعض الاخر منها انتهى بفارق هدف وحيد, ولم تكن هنالك متعة في المباريات او اثارة او اهداف يمكن ان تشد الجماهير.

وتابع: حتى على مستوى الاثارة الاعلامية افتقدنا شخصيات مثل الشيخ احمد الفهد والشيخ عيسى بن راشد, هذه الشخصيات كانت تثري البطولة من خلال التصريحات والتوقعات ولكن في البطولة الاخيرة لم تكن موجودة, والمستوى الفني للاسف كان اقل بكثير, ولم نشاهد تلك النجوم في البطولة, خصوصا ان كأس الخليج كانت منبعا للنجوم, والكثير من اللاعبين نجد انهم خرجوا منها, ولكن في النسخة الحالية لم يكن هنالك لاعب فارق عن الاخرين بشكل كبير والمستويات للاعبين كانت متواضعة جدا, والبطولة لم تكن مشوقة بالقدر الذي انتظره البعض ولذلك يتوجب علينا دراسة ما حدث في خليجي 23 وما هي اسبابه حتى لا تفقد البطولة حلاوتها ونكهتها التي عرفت عنها في السنوات السابقة, لان بطولة الخليج هي التي أسهمت في تطور الكرة الخليجية وايصالها الى العالمية في السنوات الماضية.

الحبسي: المنافسات لم ترتقِ للمتوسط

يرى سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي أن المستوى الفني في النسخة الثالثة والعشرين من كأس الخليج لم يرتق الى المتوسط عطفا على الصعوبات التي واجهت جل المنتخبات المشاركة في مسألة التحضير والإعداد الجيد للبطولة التي كانت قاب قوسين او ادنى من ان تعرف التأجيل، ليأتي قرار اقامتها بشكل مفاجئ لكل المنتخبات المشاركة، خلافا الى ان عديد المنتخبات فضلت المشاركة بفرق رديفة او مطعمة بعناصر شابة لا تمتلك الخبرات الكافية في البطولة الخليجية، فلم تعرف تلك الفرق الانسجام والتناغم المثالي خصوصا ان الفترة الزمنية التي سبقت البطولة لم تساعد تلك المنتخبات حتى على التحضير من خلال خوض المباريات الودية التي من شأنها ان تصل بها الى المستوى المنتظر.

واوضح الحبسي ان تلك المعوقات والصعوبات لم تمنع بعض المنتخبات من تسجيل حضور فني لائق على غرار المنتخب العماني الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة الى جانب منتخبات العراق وقطر والبحرين، حيث قدمت تلك المنتخبات مستويات لائقة رغم انها اعتمدت بنسبة كبيرة على توليفات جديدة لم تخل من عناصر شابة.

واعترف الحبسي بأن النسخة الثالثة والعشرين من كأس الخليج لم تفِ بوعودها على مستوى تقديم النجوم الجدد الذين اعتادوا على الظهور في سباق الدورات، معتبرا ان هناك بعض الاستثناءات القليلة جدا حيث قدم بعض اللاعبين مستويات طيبة في بعض المباريات، لكنهم لم يخطفوا الاضواء بشكل كبير على غرار ما حدث في نسخات سابقة عرفت توهجا لافتا لنجوم لم تكن معروفة من قبل.

مبراتو: المستوى أقل من المتوقع

قال مدرب اليمن ابراهام مبراتو إن المستوى الفني في خليجي 23 بالكويت كان اقل من المتوقع, وهنالك مؤشرات على هذا الشيء تتضح من خلال بعض نتائج المباريات وقلة الاهداف المسجلة في البطولة بشكل عام وهي ربما واحدة من البطولات التي عانت من شح الاهداف.

واضاف: قلة الاهداف كانت ظاهرة في كأس الخليج, ونتيجة التعادل السلبي تكررت في بعض المباريات, ونتيجة الفوز بهدف ايضا تكررت, هنالك شح في الاهداف والتسجيل, وهو ما كان بمثابة مؤشر لتراجع في المستوى الفني للبطولة الحالية.

وتابع مدرب اليمن: خليجي 23 ربما كانت استثنائية, فنحن مثلا لم نستعد لها بالشكل المطلوب, وانا لست راضيًا عن النتائج وإن كانت قد أتت بناء على استعداداتنا التي لم تتناسب على الإطلاق مع قوة البطولة وصعوبة المنافسة بها.