+A
A-

العرادي: المعارضة انشغلت بترتيب أوضاعها المادية على حساب الوطن

وجه الناشط السياسي والاجتماعي محمد العرادي نقدا شديدا ولاذعا للجمعيات المعارضة، وقال إنها أضاعت فرصا عديدة للدخول مع الدولة كشريك فاعل في التنمية، مما أدخل البلاد في ازمات واختناقات سياسية حادة ألقت بظلالها على جميع مكونات شعب البحرين، مشيرا إلى أن أولى خطوات تخبطها كان في امتناعها عن المشاركة في أول برلمان العام 2002 بعد عودة الحياة النيابية بقرار جريء من جلالة الملك.

جاء ذلك في الندوة التي نظمتها جمعية التجمع الوطني الدستوري (جود) بعنوان “الاعتدال السياسي.. خيار أم وصايا” وذلك في مقر الجمعية بمنطقة سند أدارها أمين عام الجمعية خالد الكلبان سط حضور كبير من المهتمين بالشأن السياسي والحقوقي، إضافة إلى عدد من أعضاء وعضوات مجلس إدارة الجمعية.

كشف العرادي حقيقة ما كان يعرف بجمعية (الوفاق) والتيارات التي تتحالف معها، و”ما تسببت فيه للبلاد من مشكلات وأزمات وموت وخراب بيوت” كما ذكر المتحدث، حيث قدم مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بالمشاركة السياسية، قائلا “أين كانت المعارضة طوال الفترة من 1975 حتى 2001..؟، وماذا قدمت للبحرين وماذا لعبت من دور؟ ولماذا لم تتمكن من استعادة دورها؟ وهل حققت المعارضة شيئا ذا قيمة في أعوام التسعينات..؟ سواء أننا تمسكنا بشعارات عامة ولم تنزل لأرض الواقع كبرامج تلامس حاجات الناس والوطن”.

وقال: “أضاعت المعارضة المشاركة من تقاعد النواب ومناكفة السلطات وتسجيل نقاط عليها، ولم تنجز المعارضة أي ملف سياسي أو اقتصادي، مما يجعلنا نتساءل لماذا شاركت المعارضة بالمقاطعة نفسها في 2006؟

إن مشاركتها كانت ضعيفة وطائفية بامتياز، ثم إنها سقطت في أول امتحان لها عندما هبت هبوب ما عرف بـ(الخريف العربي) في فبراير 2011، وساهمت في تعكير صفو التجربة الديمقراطية، وأدخلت البلاد في أزمة جديدة، فلم نجنِ من ذلك سوى الدمار والموت وخراب البيوت”.

ثم تحدث محمد حسن العرادي عن المعارضة في الداخل وانتقدها نقدا شديدا وبعبارات قوية، قائلا “المعارضة في الداخل تعاني إرباكا وفي رؤيتها الاستراتيجية لاعتقادها الخاطئ بأنها البديل للحكم في البحرين، وليست شركا له، فهل حققت المعارضة شيئا مما وعدت به منذ 50 سنة الماضية..؟ إن مشكلة المعارضة في الداخل أنها تقفز فوق الحقائق التاريخية، تعتقد أن كل الإنجازات التي حققتها الحكومة في المجالات المختلفة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ما كانت لتتم لولا معارضتها المتواصلة”.

وفي السياق ذاته، تساءل العرادي “ماذا جنينا من حراك فبراير، سوى الدمار والخراب”، داعيا المعارضة في الداخل إلى التحلي بالتواضع والتخلي عن أحلامها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها “عجزت عن ايجاد قنوات دائمة مع الحُكم تستطيع من خلالها تجاوز الأزمات الطارئة، أو معالجة الانتكاسات السياسية مثل القرارات الإدارية بغلق الجمعيات التي تعمل من خلالها، مؤكدا أن الاعتدال هو المشاركة في الحياة السياسية.

وبيَّن العرادي مكامن إخفاقات المعارضة ونظرتها البعيدة عن جادة الصواب، وافتقارها الموضوعية والمنطق، قائلا “إن المعارضين في الخارج انشغلوا بترتيب أوضاعهم المادية والاجتماعية أكثر من انشغالهم بمتابعة قضايا الوطن، كما أن المعارضة تمارس إقصاء للكثير من الكوادر الوطنية التي لا تنتمي إلى تياراتها الفكرية والسياسية نفسها، وهي لا تستطيع التعاطي مع الكوادر بشكل مهني، فلماذا تنتقد الآخرين طالما تمارس ذلك أيضا..؟”.

وأشار إلى “أن جمهور المعارضة أصبح أسيرا لشعارات تمت صياغتها بشكل انفعالي، إذ ساهمت في خلق حالة من التشكيك في كل برامج الدولة ومشاريعها وإنجازاتها التي تمت على الأرض بنوع من ذر الرماد في العيون ومحاولات تسكيت الناس”، مضيفا “إن إعلام المعارضة في الخارج فاشل بامتياز، وساهم في إبراز الوجه الطائفي بعكس ما يدعي، مبينا في حديثه إلى أنه “يستجدي جهات دولية للدعم المادي”.