+A
A-

سمو الشيخ عيسى بن علي: ولدتُ في أسرة غرستْ داخلي ثقافة العمل التطوعي والإنساني

نجاحات سمو الشيخ ناصر فاقت الحدود الإقليمية ووصلت للعالمية

مهتمٌ بالاطلاع على ثقافات الشعوب واستكشاف الحضارات المتعددة

نَعدُ بتقديم تصورات وخطط وبرامج لتطوير لعبة كرة السلة البحرينية

مجلس رئيس الوزراء أكبر مدرسة نكتسب منها العلم والخبرة والعِبر

على الشباب الرياضي الاهتمام بموهبتهم وتطويرها ونحن ندعمهم

 

نماذج كثيرة ينجبها هذا البلد الغني بطاقاته الشبابية التي ما فتئت تبدع في مختلف المجالات والميادين، وكل نموذج يكون أكثر تميزاً من الآخر في مجاله، والإنجازات – سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي – هي التي تتحدث عن نفسها بلغة الأرقام، اليوم تقف “ميادين” مع نموذج شبابيٍ خلاّق ونابض بالإبداع والحيوية والعطاء والمثابرة، شاب غرست أسرته الكريمة داخله ثقافة البذل والعطاء والعمل التطوعي والإنساني منذ نعومة أظافره، وتشكلت شخصيته بمُثل وأخلاق الأجداد لتكون “أيقونة” ورمزاً للعمل التطوعي والإنساني، بل امتدَّ عطاؤه وتميزه إلى عالم الرياضة ودعم الشباب والسعي لتحقيق الإنجازات الرياضية لرفع اسم مملكة البحرين عالياً، وها هو اليوم يتقلد رئاسة الاتحاد البحريني لكرة السلة رغم حداثة سنه، إنه سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة الذي حلّ ضيفاً مميزاً ومتألقاً علينا:

نبدأ مع سموكم حديثنا عن “الشباب والعطاء” على مختلف المستويات؛ كون سموكم شابا، إلا أن بصماته بدت واضحة في الكثير من الميادين، فماذا يمثل لك ذلك؟

أولاً مملكة البحرين معروفة بشبابها المعطاء دائمًا، والذي يتوق للعمل التطوعي وخدمة الوطن في مختلف المجالات، أنا أحد شباب هذا الوطن الغالي، تعلمت الكثير من مدرسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولن أحيد عن نهجه إطلاقًا، سمو رئيس الوزراء يظل أنموذجًا حيًا في العطاء وبصماته واضحة على مستوى البحرين وخارجها، وهذا ساعدني على قطع مسافات في وقت قياسي.

أكثر اهتمامات سموكم تنصب على المجالات الخيرية والتطوعية والإنسانية، ما سر ميل سموكم لهذه الاهتمامات؟

ولدت في أسرة غرست داخلي ثقافة العمل التطوعي والإنساني والإحساس بالمسؤولية المجتمعية، فمنذ أن عرفت الدنيا ونشأت، شاهدت جدي سمو رئيس الوزراء وسمو الوالد دائمًا ما يحثاننا على فعل الخير، وهذا جعلني مهتماً بالعمل في هذه المجالات، هذا الشيء فخر بالنسبة لي وأعتز فيه.

من ضمن إنجازات مبادرات سموكم الإنسانية الرائدة، ما أعلنتم عنه مؤخراً من احتضان جامعة الدول العربية فعاليات النسخة السابعة من جائزة سموكم للعمل التطوعي في شهر سبتمبر المقبل، تزامًنا مع الاحتفالات باليوم العربي للعمل التطوعي، كيف تنظرون وتقيمون هذا الإنجاز الجديد الذي يضاف إلى سجل مبادراتكم الإنسانية؟

نحن ندعم مشاريع العمل التطوعي في مملكة البحرين ونشجع على إرساء مبدأ العمل التطوعي وثقافة البذل والعطاء تحقيقًا لمجتمع تكاملي، احتضان الجامعة العربية لفعاليات النسخة السابعة من الجائزة هو دليل راسخ بأن هذه الجائزة تجاوزت محيطها المحلي، ووصل صداها إلى المحيط الإقليمي والدولي، حيث إن طلب الجامعة استضافة فعاليات الجائزة جاء بفضل التعاون الوثيق بيننا وبين المسؤولين في جامعة الدول العربية، وثقتهم في جائزتنا للعمل التطوعي وأهدافها الإنسانية النبيلة من خلال مشاركتهم في الدورات السابقة، وتقديًرا من الجامعة للدور الريادي للبحرين في دعم العمل التطوعي على مختلف المستويات، وهذا الأمر يسجل باسم المملكة أولاً وأخيرًا قبل أن يسجل لشخص معين. وبهذه المناسبة نشكر جمعية الكلمة الطيبة على جهودها الكبيرة في نشر ثقافة العمل التطوعي، والعمل على ارتقاء هذه الجائزة التي تساهم في ترسيخ العطاء لدى المجتمع الذي هو أساسًا متميز بهذه الثقافة الأصيلة التي تعكس تحضر المجتمع ورقيه.

بدأت جائزة سموكم التطوعية تتبوأ مكانة مرموقة؛ كونها إحدى أهم جوائز العمل التطوعي على المستويين الخليجي والعربي، هل يطمح سموكم إلى إيصالها للعالمية انطلاقاً من الإنسانية التي تجمع جميع البشر؟

الوصول للعالمية يشكل طموحًا للجميع في أي مجال كان، لدينا تعاون وثيق مع برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، وشاركت وفود من هذه المنظمات في الدورات السابقة، وقدمت العديد من ورش العمل والمحاضرات، كما تم في العام 2015 تدشين ومناقشة تقرير الأمم المتحدة حول حالة التطوع في الوطن العربي، ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه بعد التقرير الأول الصادر في العام 2011، إضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات العالمية والدولية الرائدة في مجال العمل الإنساني والتطوعي.

هل تجدون أن المنامة أصبحت اليوم مركزاً للملتقيات التطوعية والجوائز الإقليمية للمتطوعين في العالم العربي، بما يفوق الدول الأخرى في الإقليم أم الوقت مازال مبكراً؟

اليوم البحرين هي وجهة رئيسة مهمة للكثير من الأحداث في مجالات عديدة وعلى المستويات كافة، وحتى على صعيد مبادرات التطوع والجوائز الخاصة بهذا الأمر وصلت البحرين لمكانة مرموقة بفضل التوجيهات السديدة لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهو الداعم الأول للشباب البحريني؛ بدليل احتضان الجامعة العربية جائزة العمل التطوعي التي لم تصل إلى هذا المستوى لولا الدعم الذي نلقاه من القيادة الحكيمة.

يتقلد سموكم منصب الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة ودائماً ما تحرصون على رعاية فعالياتها المختلفة، كيف تقيمون عمل الجمعية، وما تطلعكم لعملها الإنساني والتطوعي المستقبلي؟

رغم أن هذا منصب شرفي، إلا أني لا اعتبره ذلك، بل أجد نفسي مسؤولاً لتعزيز ثقافة العطاء في المجتمع البحريني من خلال زرع القيم الإنسانية والإشراف على مخرجات عمل هذه الجمعية التي تحقق هذا الهدف السامي.

مرة أخرى أشكر إدارة الجمعية على عملها الكبير الذي تقوم به، والذي دائمًا ما نتطلع إلى الارتقاء به لخدمة هذا الوطن المعطاء وأبنائه الأوفياء.

وماذا عن صندوق العمل الأهلي الاجتماعي؛ باعتبار سموكم هو الرئيس الفخري لهذه المؤسسة، هل ممكن النهوض أكثر برؤى وأهداف الصندوق بالتكاتف المؤسساتي بين القطاعين العام والخاص؟

* بلا أدنى شك.. لا تتحقق أهداف هذا الصندوق الأهلي الاجتماعي إلا بالتعاون والتكاتف بين القطاعين العام والخاص، حيث يقوم هذا الصندوق بدعم برنامج المنج المالية للمنظمات الأهلية في البحرين بصفة سنوية.

الحكومة الرشيدة ساهمت بشكل فاعل في دعم هذا الصندوق، كما أن هناك عدداً من شركات القطاع الخاص ساهمت في دعمه أيضًا، ولا نزال نسعى لزيادة رقعة دعم هذا الصندوق من جانب القطاع الخاص، ونحن نثمن الشركات التي ساهمت بدعم الصندوق ماليًا، وهي شركات معروفة ليس بغريب عليها أن تدعم المبادرات الوطنية التي تخدم المجتمع.

نهاية العام الماضي فاز سموكم بالتزكية برئاسة الاتحاد البحريني لكرة السلة، وهذا يعكس مكانتكم في الأوساط الرياضية والثقة العالية لقيادة هذه اللعبة الجماهيرية، ما رؤاكم وتصوراتكم نحو مزيد من التطوير لهذه اللعبة؟

هناك تصورات كثيرة وخطط وبرامج لا نزال في طور العمل عليها لتطوير اللعبة في البحرين. ثقة الأندية أمر أعتز به كثيرًا، وأنا هنا لخدمة الوطن في المقام الأول، وعملي في اتحاد السلة جاء لمواصلة العمل الذي قام به الوالد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الرئيس الأول للاتحاد في العام 1974 الذي شهد تأسيسه، وهذا الأمر يعطيني دافعًا قويًا للسير على نهج سموه في العمل الرياضي.

لا يمكن الإعلان عن هذه البرامج، ولكن نحن كمجلس إدارة نعد بتقديم عمل مميز في الفترة المقبلة من الدورة الانتخابية.

بجانب اهتماماتكم بالقطاع التطوعي والخيري، أضفتم إليه القطاع الرياضي أيضا، هل سموكم من محبي رياضة كرة السلة فحسب، أم إن هناك رياضات أخرى تحبونها؟

كنت شغوفًا بالرياضة منذ صغري، فأنا متابع لكرة القدم، وعملت في نادي الرفاع نائبًا لرئيس مجلس الإدارة خلال السنوات السبع الماضية تعلمت فيها الكثير على يد رئيس مجلس إدارة نادي الرفاع الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، فهو بمثابة مثل أعلى لي في القطاع الرياضي. فبالإضافة إلى كرة السلة أيضًا أتابع الملاكمة والمصارعة وكرة القدم الأميركية، وأتابع هذه الأخيرة بصفة مستمرة.

كما بدأت في متابعة رياضة الفورمولا واحد منذ أن دخلت البحرين بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

مبادرات سمو ولي العهد في رياضة السيارات ساهمت بشكل فاعل في نشر ثقافة هذه الرياضة لدى المجتمع البحريني والخليج بعد أن جعل المملكة وجهة رياضة المحركات في الشرق الأوسط من خلال إنشاء حلبة البحرين الدولية واستضافة سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد منذ العام 2004، إضافة إلى السباقات الأخرى المساندة.

في ظل عطائكم المستمر في مختلف المجالات، لابد أن ثمة دعماً وتوجيهاً كبيراً يتلقاه سموكم من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، كيف تعبرون عن هذا الدعم والتوجيه من سموه لشخصكم؟

* الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة هو مثلنا الأعلى في المجالات كافة، وإن مجلس سموه هو أكبر مدرسة لكسب الكثير من العلم والخبرة، ولا نزال نتعلم من سموه الكثير.

سمو رئيس الوزراء دائمًا ما يحرص على تقديم توجيهاته السديدة لنا، ونحن سنسير على نهج سموه في التواصل مع جميع أطياف المجتمع.

بين علاقة “الأبوة” و”البنوة”، بعيداً عن المهمات والالتزامات الرسمية، ما الذي استفاده وتعلمه سموكم من حِكم وعبر من “جدكم” صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء؟

لا يمكن حصر مدى الاستفادة من صاحب السمو الملكي الوالد الأمير، كل يوم دروس وعبّر جديدة نتعلمها على يد سموه الكريمة، فيكفي أن تحضر مجلسًا واحدًا لسموه لتعرف مدى الاستفادة من هذا الرجل العظيم الذي تمتد أفضاله إلى كل بيت في هذا الوطن.

  وماذا عن والدكم سمو الشيخ علي بن خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، كيف كان دوره في تشكيل شخصيتكم وبلورة توجهاتها واهتماماتها نحو العمل التطوعي أو الرياضي؟

سمو الوالد له دور كبير في تشكيل شخصيتي وحبي للعمل التطوعي والرياضي، والمعروف أن سمو الوالد هو مؤسس الاتحاد البحريني لكرة السلة، مما ساهم هذا الأمر في تشكيل اهتماماتي بكرة السلة، وسموه أكبر داعم لي في مهمتي الحالية، ويبقى له فضل كبير لا نستطيع أن نختزله في هذه السطور.

على مستوى الشباب البحريني وعمله وانخراطه في العمل التطوعي خصوصاً، كيف ترون عطاءهم؟ وهل من نصائح أو توجيهات منكم لهذه الفئة المليئة بالطاقة والإبداع؟

* الشباب البحريني معروف بأنه شباب معطاء يتمتع بكفاءة عالية في مختلفة المجالات، وهذا الشيء مشهود له على المستويين الخليجي والعربي وحتى العالمي، والجميل أن مملكة البحرين بقيادتها الحكيمة تعطي الشباب فرصة في الانخراط في العمل بمختلف القطاعات، وهذا الشيء جعل مجتمعنا منتجًا. ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة هو مثال صريح لنجاح الشاب البحريني، ويجب أن يكون قدوة لجميع الشباب، فالنجاحات التي يحققها في مختلف المجالات، ومنها المجال الخيري والعمل التطوعي فاقت الحدود الإقليمية ووصلت للعالمية، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على الرعاية الملكية التي يحظاها العمل الخيري من لدن القيادة الرشيدة.

نحن دائمًا نشجع على العمل التطوعي والخيري ومساعدة الآخرين، علاوة على تطوير الهوايات والمواهب، والعمل على تنميتها، في النهاية الاستثمار في الإنسان هو الهدف الأساس، وهذا ما تعلمناه من القيادة الرشيدة.

وماذا عن الشباب الداخلين في القطاع الرياضي عموما، والذين يساهمون في رفع اسم المملكة عالياً في المحافل الرياضية الدولية، ماذا تقول من كلمة إليهم؟

الشباب الرياضي أيضًا عليهم بالاهتمام في موهبتهم وتطويرها، تحديدًا اللاعبين دائمًا ما نأمل منهم أن يبتعدوا عن كل ما له علاقة بتدمير مواهبهم، عليهم أن يرسموا أهدافًا لهم كالوصول للمنتخبات الوطنية، ومن ثم الحفاظ على مستوياتهم الفنية والاحتراف خارجيًا. ونحن في الاتحاد البحريني لكرة السلة سنكون داعمين لمجتمع كرة السلة سواء لاعبين، إداريين وأندية وطنية لما يخدم الصالح العام.

دعنا نتطرق إلى عدد من الأسئلة المتعلقة بكم شخصياً، حدثنا عن مرحلة الدراسة، وماذا كانت تمثل لك؟ وما الذكريات التي لا تنسى فيها؟

مرحلة الدراسة مررت فيها كأي طالب بحريني بداية في المدرسة التي استكملتها، هي مرحلة الطفولة والذكريات الجميلة، ثم توجهت إلى المملكة المتحدة لاستكمال دراساتي العليا، وهناك أتممت مرحلة من عمري، واليوم بدأت مرحلة جديدة هي مرحلة العمل، وكل حقبة من الزمن لها خصوصياتها ومميزاتها المختلفة.

بصرف النظر عن مناصبك الرسمية الرياضية، هل ثمة هوايات معينة تمارسها؟

لدي هوايات واهتمامات متعددة كأي شاب آخر، منها هوايات رياضية أيضًا، ولكن على المستوى العالمي كمتابعة الدوريات العالمية في رياضات مختلفة، إضافة إلى هوايات أخرى كالقراءة ومعرفة ثقافات جديدة.

هل تجد وقتًا كافيًا للقراءة والاطلاع؟

لدي هواية القراءة كل ما وجدت وقتًا لذلك، فهي سمة أساسية من سمات المعرفة، كما لها دور كبيرة في تنمية العقل والشخصية، وكذلك مهتم بالاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة واستكشاف الحضارات المتعددة في هذا الكوكب.

حكمة تؤمن بها؟

أطهر الناس أعراقًا أحسنهم أخلاقًا.

هناك دائماً مكان على القمة.

كلمة تقولها للوطن عموماً، وكلمة لقادة البلد؟

هذا الوطن الغالي مهما تحدثنا عنه لن نفيه حقه، نحن مدينون للوطن بالكثير ومهما عملنا وقدمنا سنظل مقصرين، نأمل أن نكون عند حسن قيادتنا الرشيدة فهم نبراس لنا، ونحن نسير على نهجهم لخدمة الدين والوطن والأمة، ومملكة البحرين تفخر بوجود قيادة حكيمة تسير بهذا البلد نحو مزيد من الرخاء والتقدم والازدهار.

ما الحلم الذي يتمنى سموكم أن يتحقق يوما ما؟

أحلم أن يصل بلدي البحرين لأعلى المراتب في كل مجالات الحياة، نحن قادرون على المنافسة والارتقاء لأعلى المراكز، ورفع اسم البحرين عاليًا في المحافل الخارجية كافة.