+A
A-

سقوط الاسطورة

الصراع بين يوسين بولت، وجاستين جاتلين، وصف بأنه الصراع “بين الخير والشر” بعد عودة جاتلين، إلى البطولات الكبرى عقب انتهاء عقوبة إيقافه للمرة الثانية، بسبب المنشطات.

في أوقات بدا وأن الأيقونة الجامايكي بولت، حافظ على ماء وجه ألعاب القوى، التي عانت من ويلات المنشطات والفساد، عبر اكتساح جاتلين، في بطولة العالم الماضية وفي الأولمبياد.

بطولة العالم الحالية لألعاب القوى في لندن، لم تشهد أي اختلافات حيث رددت الجماهير هتافات الاستهجان ضد جاتلين، بداية من التصفيات وكلما دخل إلى المضمار، في الوقت الذي رددت فيه بحماس اسم بولت وقلدت حركاته.

لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة حيث أفسد جاتلين حفل وداع بولت، وهيمن على سباق 100 متر، مساء السبت، ليحصد الذهب في النهاية، وتوج مواطنه الأمريكي كريستيان كولمان، بالفضة في الوقت الذي اكتفى فيه بولت بالبرونز.

وفي الوقت الذي تصارع فيه بولت وكولمان في الحارتين الرابعة والخامسة للمضمار، اقتنص جاتلين الفوز دون أي يشعر به أحد في الحارة الثامنة، مسجلا 9.92 ثوان متفوقا بفارق 0.02 ثانية، وجاء بولت ثالثا بفارق 0.03 ثانية عن جاتلين.

وبدلا من أن يفوز بالذهبية الـ12 في بطولة العالم، اكتفى بولت بـ11 ميدالية بجانب ثماني ميداليات ذهبية أولمبية، لكن لازال بإمكانه حصد الذهب من خلال سباق التتابع 4×100 متر.

ورغم الهزيمة، تعامل بولت بشكل رائع بعد نهاية السباق، حيث قام باحتضان جاتلين عند خط النهاية.

ولم ينضم بولت أبدا للحملة الموجهة ضد جاتلين، ويؤكد دائما أنه يحترمه كمنافس داخل المضمار، مؤكدا أنه تلقى العقاب على خطأه.

ووفقا لجاتلين الذي أفلت بأعجوبة من عقوبة الإيقاف مدى الحياة، بعد تورطه للمرة الثانية في تعاطي المنشطات، فإن احترام بولت له لم يقل أبدا.

وأوضح جاتلين: “يوسين قال أهنئك أنت تستحقها، وهذا من الرجل نفسه، إنه يعلم مدى العمل الشاق الذي أقوم به، الليلة كان الأمر كله يتعلق بالفوز، وقد نجحت في اقتناصه”.

وأضاف “نحن نتنافس داخل المضمار خضنا منافسة داخل المضمار على مدار الأعوام، ولكن في منطقة الإحماء كنا نمزح وقضينا وقتا ممتعا وقد قال لي، تهنئتي فقد قمت بعمل شاق من أجل هذا أنت لا تستحق كل هذا الاستهجان”.

وأشار جاتلين “الناس التي تحبني تقوم بتحيتي، إنهم يعملون على دفعي للأمام ومدربي يحفزني أيضا، وهذا ما أركز عليه”.

وضم جاتلين الميدالية الذهبية لسباق 100 متر، إلى ذهبية أولمبياد 2004، وذهبية بطولة العالم 2005، ولكن كولمان (21 عاما) يمثل مستقبل الرياضة.

وتحدث كولمان عن “لحظة تاريخية”، مؤكدا أنه سعيد بالميدالية الفضية قبل أن يغدق الثناء على بولت.

وأوضح: “إنه الرجل الذي نقل الرياضة إلى مستوى جديد تماما، إنه أسطورة بالنسبة لي خلال مرحلة الشباب، إنه لشرف لي أن أقف معه على خط واحد”.

بولت الذي تعرض لأول هزيمة له في إحدى السباقات الكبرى منذ عقد من الزمان، احتفل بطريقته المعهودة وسط جماهيره العاشقة.

وستكون الجماهير العريضة في لندن على موعد مع نظرة أخيرة على بولت داخل المضمار، الأسبوع المقبل عبر سباق التتابع 4×100 متر، قبل أن يعلن الاسطورة الجامايكي اعتزاله.

وعادل بولت الرقم القياسي المتمثل في الفوز بـ14 ميدالية في بطولة العالم للقوى، والمسجل باسم مواطنته مارلين اوتي، وبإمكانه الفوز بالميدالية الـ15 له في سباق التتابع الذي يقام السبت المقبل.