+A
A-

هورة عنقه.. مساكن بلا خدمات

تبدو هورة عنقه بمساكنها الفاخرة والرحبة والملونة في منطقة العرين بالمنطقة الجنوبية لوهلة الأمر منطقة استثنائية مميزة، يسيل لها اللعاب، فالأرض الواسعة بها لا تزال بكرا وجديدة، لم تمس بعد، والشوارع بأرجائها رحبة وواسعة، والجو نقي وصافٍ، لا ضوضاء ولا ازدحامات تذكر.

ولكن وكما يصف نائب المنطقة محسن البكري وعدد من الأهالي الذين التقتهم “البلاد” على هامش الزيارة الميدانية لمندوب الصحيفة للهورة، فإن مستوى الخدمات الموجودة توازي الصفر، فلا شبكات للإنارة، ولا قنوات لتصريف المياه المجاري أو الأمطار، كما تفتقر الهورة لحاويات القمامة، أو حتى الخدمات الرئيسة المرافقة.

وقال البكري لـ “البلاد” إن هورة عنقه تعد من المشاريع المتعثرة التي يتوجب على الدولة احتضانها، وحلحلة كل الملفات الخدمية بها، مبيناًَ أن المنطقة تفتقر بشكل كامل للخدمات الرئيسة بها.

وأكد أن افتقار الهورة، والتي تزدحم بالمنازل الكبيرة لشبكات الصرف الصحي، ينذر بكارثة بيئية قريبة، مزيداً “تنامت بالجهة الخليفة للهورة مساحات واسعة من الأحراش الخضراء، والتي تعتاش على مخلفات الصرف الصحي، ناهيك عن ظهور أعداد كبيرة من القوارض والفئران والأفاعي والحشرات الكبيرة الحجم، إضافة لتسببها بانبعاث روائح كريهة على مدار الساعة، تسبب الضيق والضرر الأكبر للأهالي”.

وأوضح أن غياب الإنارة عن شوارع الهورة، تحولها مساء في هذه المنطقة المعزولة عن العالم لبقعة مظلمة وموحشة، وهو ما يحول دون خروج الأهالي ليلاً وممارستهم حياتهم الطبيعية أسوة بالآخرين، مضيفاً” الهورة تفتقر لخدمات النظافة وللحاويات، الحالة الخدمية العامة بها مؤسفة وسيئة للغاية”.

 

 

وفي لقاء مع المواطن نزار العاني، قال “نحن في حال يرثى لها، فمشروع هورة عنقه كان خاصاً وأفلست الشركة، واليوم لا القطاع الشركة قادرة على استكمال خدماتها للأهالي، كما أن الحكومة لم تلتفت بعد لنا، علماً أننا نعاني الأمرَّين بشح الخدمات الأساسية منذ سنوات عديدة”.

واستكمل “ندفع أسوة بغيرنا من المواطنين الرسوم البلدية، لكن من دون أي خدمات تذكر، بل إن الهورة لا يوجد بها أي خدمات تكميلية أو تجارية تذكر، ولدينا مسجد مؤقت (من الخشب)، قمنا بتغطية كلفته بالمشاركة، وأزوده بالكهرباء من منزلي مجاناً، ولك أن تتخيل بأنه بلا مؤذن أو إمام، الحال صعبة وتناقض مفهوم دولة المؤسسات الحديثة”.

وأردف العاني “هنالك كثير من الشوارع بالهورة لم يتم سفلتها بعد، كما أن هنالك رغبة من جانب جمع من الأهالي بالنزوح لمناطق أخرى، وهو أمر ستتسبب لهم بكلفات مالية عاليه أثناء بيع البيوت، وشراء أخرى”.