+A
A-

رئيس “الاتحاد” الإماراتية: الدوحة جندت آلة إعلامية لتنفيذ مخطط إسقاط الأنظمة العربية

قال رئيس تحرير صحيفة “الاتحاد” الإماراتية محمد الحمادي إن قطر هي “قناة الجزيرة”، والعكس صحيح”، مبيناً أن “قطر استخدمت وبمهارة القوة الناعمة حين أطلقت قناة  “الجزيرة” منذ 20 عاماً، وبدأت عملها بشكل احترافي وانتقت الأوتار التي كانت تعزف من خلالها بدقة متناهية”. وأوضح الحمادي، خلال ندوة عقدت بمجلس جمعية الصحفيين بالجفير، مساء أمس الأول تحت عنوان “الإعلام القطري قبل وبعد الأزمة” بحضور رئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي وعدد كبير من أعضاء مجلس ادارة الجمعية والإعلاميين والكتاب، أن “حرفية القناة ساعدتها كثيراً على استقطاب شعوب المنطقة التي كانت تحتاج لمتنفس إعلامي لها، قبل أن تبدأ الأمور تتكشف لنا تدريجياً حول أجنداتها الحقيقية والخفية والتي كان المسؤولون بالإمارات مع مطلع العام 2000 يحذروننا كإعلاميين منها”. ولكي تمارس دورها بالشكل الصحيح، ومع مرور الوقت بدأنا نكتشف أن هذه القناة تتجه في اتجاهات معينة، وتعمل من أجل أجندة خاصة بالحكومة القطرية، وعليه عندما نرجع للوراء وننظر في الأحداث المهمة التي عصفت بالأمة العربية بالعقد الأخير، نكتشف أهداف القناة المؤدلجة”.

وبين أنه “عندما جاء ما يسمى الربيع العربي، كانت الجزيرة هي التي تتصدر المشهد الإعلامي، وهي التي كانت تنقل الحدث، وتنقل - كما يروج له - الرأي والرأي الآخر، وهو الشعار الذي صدقه الغرب قبل غيرهم، وهو ما دفعهم لفتح كل الأبواب أمام الجزيرة”.

وزاد الحمادي وسط اهتمام الحضور “حين نرى كيفية تعاملت (الجزيرة) مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين بالسنوات الأخيرة، فسنرى أنه تعامل يقوم على التأزيم، وعلى البحث عنه، ومحاولة تضخيم المشاكل، وإبرازها على أنها قضايا كبيرة جداً، وانه لا يجب السكوت عنها، وأنه لابد من إحضار بعض المحللين السياسيين الذين يزيدوا ويضيفوا بها”.

وتابع “ولذلك، رأينا خلال الفترة الماضية كيف عمدت الجزيرة على إعادة تشكيل الرأي العام، وكيف أن الشعوب تكون ضد الحكومات، وبغض النظر عن طبيعة هذه الحكومات وانجازاتها، وطبيعة المكتسبات التي حققتها لشعوبها، المهم أن تكون ضد هذه الحكومات، من المغرب إلى سلطنة عمان”.

وأردف رئيس تحرير صحيفة “الاتحاد”: “برزت لحظة الحقيقة في الربيع العربي، وبوقت كانت تنتظره قناة الجزيرة، وبالتحديد الحكومة القطرية، ولأننا حين نتحدث اليوم عن قناة الجزيرة، لا نستطيع أن نفصل تأثير الحكومة القطرية عليها، وتأثيرها الأساسي في سياساتها الإعلامية”.

وواصل “وعليه، لاحظنا كيف كانت تتحرك قناة الجزيرة والحكومة القطرية بفلك واحد أثناء أزمات الربيع العربي، سواء في مصر، أو ليبيا، أو تونس، أو غيرها، حيث كانت تتحرك الحكومة على الأرض، وتقوم القناة بتغطية ذلك إعلاميا، وإضفاء الشرعية عليها، وكثيراً من الأحيان كانت تعمل كاميرات القناة باتجاه، في حين تعمل المخابرات القطرية باتجاه آخر بنفس الوقت”.

وأضاف “وكان ذلك واضحاً في ليبيا، وهو أمر ذكره العقيد المسماري منذ أيام، ليؤكد أنه كان هناك دور قطري كبير في إسقاط نظام معمر القذافي، وبتسريع عملية التغيير”.

وعن مصر، تطرق الحمادي بالقول “كانت قنوات الجزيرة موجهة لأماكن معينة بمصر أثناء الربيع العربي، ولمجموعات معينة”، وكان لدي الكثير من أصدقائي المصريين حينها يتواصلون معي ويقولون لي بأن “ما تبثه الجزيرة يخالف الوقائع على الأرض جملة وتفصيلاً”، ولم نكن نستوعب الأمر حينها بشكل حرفي، حتى بدأت الأمور تتكشف فيما بعد”.

وزاد “الكثير من الملفات التي تطرحها الجزيرة عن وجود أزمات محددة في مناطق بعينها، والمحللين الذين يخرجون على شاشاتها ليخوفوا العالم هي بواقع الأمر وقائع وتصريحات مفبركة ولا تمت للحقيقة بصلة”.

ويتساءل الحمادي باستغراب “قطر بحجمها الصغير تريد أن تحدث تغييراً كبيراً بواقع المنطقة، يبدأ بإسقاط أنظمتها، وبتغيير التركيبة السياسية فيها، وبغض النظر عما إذا ما كانت هذه الأنظمة جيدة، أو سيئة، وعليه، فالفكرة الرئيسة التي تطرح نفسها هنا هي: من يعطي الحق لحكومة قطر أن تأتي وتغير هذه الجغرافيا وتفرض على المنطقة ما تعتقد أنه الصواب، والذي بالنسبة لها الإسلام السياسي؟”. وتابع “دعم قطر لجماعات الإسلام السياسي في مصر وليبيا وتونس لا تشوبه شائبة، وبالتنسيق مع الدول الغربية، وباعتبار أن هذا هو الحل الأمثل لهذه المنطقة، وباعتبار أن القطريين يرون أن المنطقة العربية التي تعج بالأنظمة الدكتاتورية والفاسدة والشمولية، والتي تعمل بعكس متطلبات الشعوب، إذا فالإسلام السياسي هو الذي سيغير واقع هذه الشعوب، خصوصاً أن له شعبية كبيرة - كما يروج القطريون - وأنه سوف يكتسح الانتخابات وسيصل لسدة الحكم بسهولة”.

وقال “فعلياً، نحن ندرك أن هذه الجماعات لها قواعد شعبية جيدة، استطاعت من خلالها أن تجمع أصوات الناخبين بالكثير من الدول العربية، وكان هذا واضحاً مصر وتونس على وجه التحديد، ولكن هذه لم تكن الحقيقة، لأنه وبعد أن وصلت هذه الجماعات لسدة الحكم، تبين أنهم لا يمثلون حلاً، بل المشكلة، خصوصاً أن لديهم غيابا واضحا بالفكر السياسي، وبمشروع الدولة، أو حتى رؤية لمستقبل أفضلاً، ناهيك عن رفض هذه الجماعات للآخر، وتعزف عن الاندماج معه”.