تحت مظلة جناح دولة الإمارات
أبوظبي للغة العربية يختتم مشاركته في معرض بكين الدولي للكتاب 2025
اختتم مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مشاركته في الدورة الحادية والثلاثين من معرض بكين الدولي للكتاب، التي أقيمت في العاصمة الصينية خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو 2025، وذلك ضمن جناح دولة الإمارات، الذي نظمته للمرة الأولى وزارتا الخارجية والثقافة.
وأتت هذه المشاركة في إطار الرؤية الإستراتيجية للمركز والهادفة إلى تعزيز المكانة العالمية للغة العربية، وترسيخ دورها في الحوار الثقافي الدولي، عبر توسيع الشراكات الثقافية، ودعم الحضور المؤسسي في المنصات الدولية، بما يسهم في إبراز العربية لغةً للتواصل الحضاري، ومصدراً للإنتاج المعرفي والثقافي على الساحة العالمية.
واكتسبت مشاركة المركز في معرض بكين أهمية خاصة، نظراً لما يمثله من مكانة مرموقة على خريطة الفعاليات الثقافية الدولية، إذ يصنف ثاني أكبر معرض للكتاب في العالم بعد فرانكفورت، والأول على صعيد القارة الآسيوية من حيث حجم المشاركات الدولية والبرامج والفعاليات المتخصصة في النشر والمحتوى المعرفي، وقد وصل عدد العارضين المشاركين فيه لهذا العام 1700 عارض، من 80 دولة.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "يقوم مركز أبوظبي للغة العربية اللغة العربية بدور فعّال في تعزيز حضور اللغة العربية، من خلال مشاريع ثقافية ومبادرات نوعية، تهدف إلى التعريف بذخائر الأدب والعلوم والفكر والمعرفة والثقافة العربية. ولا شك أن مشاركة المركز في معارض الكتاب الدولية تخدم جهوده في إثراء حالة المثاقفة والحوار بين اللغة العربية وثقافات العالم" وأضاف: "والمشاركة في معرض بكين الدولي للكتاب، خطوة مهمة في سياق التلاقي الثقافي بين الحضارتين العريقتين العربية والصينية، وفرصة جيدة تفتح المجال لمواصلة الحوار المثمر الذي يعزّز من التنوع الثقافي، ويغني الجانبين بالمعرفة والخبرات، ويرسّخ التعاون في سبيل تحقيق مزيد من التطوّر، والازدهار، بخاصة وأن المشتركات كبيرة بين الثقافتين العربية والصينية؛ عندما يتعلق الأمر بالاهتمام بالتقاليد والقيم الإنسانية العليا، وبالعناية الموجهة لدور الحوار في صون التنوع الثقافي والحضاري، والتعايش بين الشعوب، وهي القيم التي توليها كامل العناية والاهتمام دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة ضمن مسيرتها التنموية الرائدة".
وقدّم مركز أبوظبي للغة العربية برنامجاً ثقافياً متنوعاً خلال المعرض، تضمن تنظيم جلستين حواريتين؛ أولهما بعنوان "اللغة العربية في الصين: جسور ومعابر"، تناولت واقع اللغة العربية في الجامعات والمؤسسات الصينية، ودورها في تعميق الحوار الثقافي بين العالم العربي والصين، بمشاركة نخبة من المتخصصين من الجانبين.
أما الجلسة الثانية، فحملت عنوان "الكتاب العربي بين يدي القارئ الصيني: اختيارات وتطلعات"، وتستعرض أبرز التحديات والفرص في مجال الترجمة والنشر من العربية إلى الصينية، وآليات تعزيز وصول المحتوى العربي إلى القراء الصينيين، من خلال تسليط الضوء على التجارب الناجحة والمبادرات المشتركة بين الجانبين، حيث شارك في الجلسة أكاديميون ومترجمون وناشرون من الصين ودولة الإمارات، في إطار سعي المركز إلى بناء جسر تواصل معرفي مستدام.
وشارك المركز في جلستين نظمتهما وزارة الثقافة؛ الأولى بعنوان "النشر والترجمة بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات: آفاق وتحديات" وتبحث سبل التكامل الثقافي بين البلدين، واستكشاف الفرص وسد الفجوات في مجالي النشر والترجمة، فيما ناقشت جلسة "معارض الكتب: مساحات للتبادل الثقافي" تطوّر قطاع المعارض، والتحديات المشتركة من خلال تجارب إماراتية وصينية بارزة.
وإلى جانب الجلسات الحوارية، شارك وفد المركز في اجتماعات مهنية، وزيارات مؤسسية مقترحة شملت جهات فاعلة في قطاع النشر والثقافة في الصين، من بينها اتحاد ناشري الصين، وإدارة معرض بكين، وهيئة الطباعة والمطابع، إضافة إلى دور نشر بارزة، ومؤسسات أكاديمية وثقافية مثل كلية الشرق الأوسط في جامعة بكين، والمركز العربي الصيني. ويهدف المركز من خلال هذه الزيارات إلى استكشاف آفاق جديدة للتعاون، والتعريف بمبادراته في مجالات النشر الرقمي وتعليم اللغة العربية والتبادل الثقافي.
كما تضمنت الزيارات حضور الوفد المشارك فعاليات متخصصة في مجال النشر الرقمي والذكاء الاصطناعي، وزيارة قاعات عرض مخصصة لكتاب الطفل والمحتوى المبتكر، في خطوة تعكس حرص المركز على مواكبة التطورات التكنولوجية في صناعة النشر، واستثمارها في تعزيز مشاريع اللغة العربية رقمياً.
وتأتي هذه المشاركة في سياق إستراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى دعم صناعة النشر العربية، وتمكين حضورها في الأسواق العالمية، إلى جانب الترويج للثقافة العربية وتقديمها إلى الجمهور الدولي من خلال منصات ثقافية كبرى؛ إذ تعد الصين شريكاً محورياً في هذا المسار، لما تتمتع به من إرث حضاري، وتأثير متنامٍ في سوق المعرفة والنشر.
وكانت الدورة الرابعة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي أقيمت خلال الفترة من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، شهدت مشاركة 50 مؤسسة نشر صينية عرضت أكثر من 1000 عنوان، مسجلة أكبر مشاركة خارجية في تاريخ الصين. ويشكل هذا التبادل المتنامي بين الجانبين أرضية راسخة لتعزيز الحوار الثقافي، وبناء شراكات إستراتيجية مستدامة بين المؤسسات الإماراتية والصينية.