رغم كل التحذيرات المستمرة من العصابات الإلكترونية، والتي تتلون كل حين بلون، وتتشكل بكل الأشكال، وقعت صديقتي فريسة سهلة لأحدهم، والذي تمكن من الحصول منها على مبالغ مالية بالمئات، إلى أن استوعبت في الوقت الضائع أنها أمام نصّاب إلكتروني، فظن أنه أمام ضحية ساذجة سلمت له مبتغاه من غير تعب أو جهد يُذكر. فكيف استطاعت هذه العصابات اليوم اختراق وعي الناس، رغم التحذيرات الرسمية والمجتمعية منها؟ ورغم توالي قصص الضحايا الذين أشاعوا وحذروا من طرق النصب والاحتيال التي وقعوا فيها كي لا تتكرر قصصهم ويزداد عدد الضحايا، والذي يصحو أغلبهم بحسابٍ مصرفيٍ فارغ! فهل نحن أمام أزمة أمن سيبراني؟ أم أمام أزمة وعي مجتمعي؟ خصوصًا أن الضحايا لم يعودوا أولئك البسطاء من غير المتعلمين! بل من النُخب المتعلمة والمثقفة التي من المفترض أن تكون أكثر وعيًا لما يحدث اليوم في العالم الافتراضي، وما يحتويه من كمائن رقمية وإن كانت مُحكمة.
تلك المنصات الرقمية الوهمية الشيطانية، تحاكي حاجات الناس لا عقولهم، تقف أمام رغبتهم في الحصول على الربح السريع الذي لا يتطلب منهم جهدًا ولا دوامًا رسميًّا! تغريهم بالأرباح الخيالية في فترات قياسية، خصوصًا أن ما خاطبت شبابًا يعاني من البطالة وشح الوظائف، حيث فقدوا بوصلتهم وسعوا إلى كل جهة أو حيلة للحصول على دخل يغنيهم عن السؤال، أو الاعتماد على أهاليهم في توفير احتياجاتهم الحياتية، بعد أن وصلوا إلى أعمار من المفترض أن يكونوا فيها مستقلين ومعتمدين على أنفسهم. بعد كل قصص النصب التي خسر فيها البعض “الأولي والتالي”، ودفع البعض للاستدانة أو الاقتراض، نعيد ونكرر، لابد من الحذر قبل الدخول في أية صفقات أو استثمارات افتراضية.
والتواصل مع الجرائم الإلكترونية لتتبع هذه المنصات ووصلاتها الإلكترونية، للتأكد من مصادرها، والجهات التي تقف وراءها، فالخسارة التي تكبدها عدد لا يستهان به من الشعب وصلت لملايين الدنانير!
وتذكر دائمًا أن السارق الإلكتروني لا يستحق أن يكسب من ورائك دينارًا واحدًا تعبت فيه وكدحت من أجله.
ياسمينة: فلنكن أكثر حذرًا.