غورنيكا هي اللوحة التي رسمها الفنان بيكاسو وأخذت شهرة طويلة بأنها الصورة الأبشع في تاريخ البشرية؛ لأنها توثق الدمار الذي حل بإقليم الباسك الإسباني في الحرب العالمية الثانية، لكن الذي يقرأ الخبر الذي بين أيدينا سيجد أن غورنيكا التي أنتجتها ريشة بيكاسو وجسدت ذلك الدمار لا تعد شيئا أمام غورنيكا التي صنعتها طائرات إسرائيل.
يقول الخبر الذي نشرته صحيفة هآرتس ونقلته وكالات الأنباء دون تحريف أو تعليق منا، إن طبيبين أميركيين أحدهما يهودي تطوعا للعمل في غزة وإن الطبيبين وصفا ما يمارسه الجيش الإسرائيلي في غزة بأنه شيء فظيع لم تشهد البشرية مثيلا له، وطالب الطبيبان في مقابلة نشرتها صحيفة هآرتس يوم الخميس الماضي بمحاكمة المسؤولين عن هذه الفظائع، وقالا إن من يجب أن يحاكم ليس فقط المسؤولين الإسرائيليين، ولكن يجب محاكمة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي وفر الغطاء السياسي والمالي لهم.
وقد وثق الطبيبان الأميركيان صورا غاية في البشاعة لدرجة أن صحيفة هآرتس نفسها رفضت نشرها لبشاعتها ولأنها تتضمن أطفالا مقطوعي الرأس أو الأطراف، ووصف الطبيبان ما يسمى بغرفة الموت الصامت التي ينقل إليها المصابون الذين أصبحت عملية علاجهم شبه مستحيلة ليس لأن حالتهم ميؤوس منها، بل لأن العلاج يحتاج إلى أدوات وأدوية غير موجودة.