+A
A-

منهج أسطوري في الأداء وحرفية متفردة: إبراهيم الحساوي.. قامة فنية سعودية

التاريخ لا يخطئ حين يشير إلى أن الفنان السعودي القدير إبراهيم الحساوي يمتلك عبقرية فذة وتفردًا جليًا، وأن شهرته قد تجاوزت حدود الوطن العربي. هذه ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي قناعة راسخة بكل ما تحمله من معانٍ.

حظيت بالأمس، الخميس، بشرف حضور حفل افتتاح فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، الذي أقيم في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران. وقد كان لتكريم الفنان القدير إبراهيم الحساوي في هذه الدورة وقع خاص، تقديرًا لمسيرته الفنية العريقة، وطاقته الإبداعية المتدفقة، وجهوده المؤثرة في إثراء صناعة السينما السعودية. هذه الصناعة التي تقف اليوم على أرض صلبة، بعد أن ترسخت دعائمها وازدادت خبرة العاملين فيها.

تعرفت على الفنان إبراهيم الحساوي للمرة الأولى من خلال مشاركته المميزة في مسلسل "شوية أمل" مع المخرج علي العلي عام 2011. وبعد ذلك، تتابعت الأعمال التي شاهدتها له، سواء في السينما أو التلفزيون وحتى المسرح. يأسرك الحساوي بحضوره الآسر حين يتقمص الأدوار، فتدرك أنه ممثل عظيم بكل ما تحمله الكلمة من حرفية وموهبة. إنه فنان محترف يقتنص تفاصيل الشخصيات المكتوبة والمواقف بدقة متناهية، لدرجة يشعر معها المشاهد وكأنه يرى الحياة الحقيقية لتلك الشخصية بكل أبعادها.

لا أذكر أنني شاهدت الفنان الحساوي في أي دور لم يكن مقنعًا أو ملائمًا أو مناسبًا. بل إن جميع الأدوار التي قدمها تدهش المتفرج وتأسره بمنهج فريد في التمثيل وطرق أداء أسطورية. وهذه ليست مجاملة في حق هذا الفنان القدير، بل هي حقيقة يدركها جيدًا المخرجون الذين عملوا معه، والذين أشادوا بتأثيره الكبير والقوي على الأعمال، وبقدرته الفريدة على منح الدور لمسة جمالية خاصة لا يتقنها سواه.

إنه تكريم مستحق لفنان استطاع أن يثبت حضوره القوي في عالم الفن الواسع، وأن يخلق لنفسه لغة فنية مميزة أوصلته إلى قمة الشهرة، وحصد عن جدارة جوائز رفيعة وعضويات في محافل فنية عريقة.