عندما سألته مدرسته بالروضة عن اسم والدته لتكريمها في عيد الأم، رد عليها: أي واحدة منهن تعنين؟ ضحكت وقالت: كم أمًّا لديك؟ كلنا لنا أم واحدة. فقال بكل فخر: لدي ثلاث أمهات، عبير، وشيخة، وأم محمود. فعلمت من والدته عندما التقتها بأنها ربته على أن يعتبر جدته وعمتها اللتين تتوليان رعايته والاهتمام به أمهات أخريات له، واعتاد أن يهديهن كلهن في عيد الأم. هناك فعلًا جدات، وعمات وخالات هن بمثابة الأمهات، يقدمن الرعاية والاهتمام والحب لأطفال بناتهن أو أخواتهن أو إخوانهن كما لو كن قد حملن بهن وولدنهن، وأقل ما يمكن أن تربي الأم أبناءها عليه هو الوفاء، والاحترام والتقدير الجم لهن، وحفظ ذلك المعروف لهن، فهن لا يردن منهم غير ذلك.
من قال إن الجحود والنكران والعقوق للوالدين فقط؟ عدم البِر لا يقتصر على الوالدين فقط، بل يشمل كل من احتضن المرء في صغره وقدم له الحب والاهتمام والرعاية إلى أن اشتد عوده، وبلغ ما بلغ من العلم والمناصب. ومن المؤلم أن ينسى المرء كل ذلك، ويظن بأن من رباه فقط والديه، فالخالة كما يقول الرسول الأعظم أم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. تقول إحداهن: آلمني أن تحظرني ابنة أختي من هاتفها، وأنا من حملتها على كتفي ولعبت معها وقدمت لها كل ما يمكن من رعاية واهتمام! وأخرى تقول لم أعد أبالي بابن أخي الذي بعد أن قدمت ما قدمت له من رعاية في صغره لم يرفع يومًا هاتفه للاطمئنان علي وإذا التقى بي بخل بسلامه علي، كما لو كنت غريبة لا عمته! وعلى النقيض تقول أخرى أن أختها من والدها لا تناديها باسمها رغم أنهما أختان، بل تناديها بــ “ماما” وهي سعيدة بذلك، لأنها وباختصار تكبرها بعشرين عامًا، وهي من تولت رعايتها منذ ولادتها.ا

الأم عندما تربي وترعى فهذه مسؤوليتها، لكن من يشاركها في ذلك وبكل حب، يستحق الاحترام والتقدير والعرفان بهذا الجميل. فكم أمًّا لديك؟.

ياسمينة: احفظوا معروف أهاليكم