العدد 5980
الخميس 27 فبراير 2025
أين اختفت؟
الخميس 27 فبراير 2025

 شابة في الواحد والعشرين من عمرها، تختفي فجأة من منزل والدها، وتتوارى عن الأنظار لأكثر من 5 أشهر. بلاغ التغيب سجله والدها في مركز الشرطة منذ اختفائها في شهر سبتمبر العام الماضي 2024م. 
أين يمكن أن تختفي فتاة في مثل هذا العمر؟ من وراء اختفائها؟ ومن يؤويها؟ ومن ينفق عليها طوال هذه المدة؟ ومن يتستر عليها؟ أسئلة كثيرة تتناسل في ذهن أي منا عندما يسمع عن اختفاء أية فتاة، وعدم وجود أية أخبار عنها؟ خصوصًا إن ما كان هاتفها مغلقًا طوال تلك المدة! ليخطر في بالك حادثة فتاة سند! فهل تتكرر تلك المأساة، ونسمع أن هناك جثة لفتاة متحللة بعدما قُتلت ورميت جثتها في مكانٍ ناء؟
 لا يمكن أن ندّعي أن هروب الفتيات في البحرين ظاهرة، فهي حالات نادرة وقليلة، ولكن يمكن أن نقول إنها موجودة، وما يدعو إلى القلق، السكوت عنها، لتزداد يومًا بعد آخر، وتتحوّل بغفلة منا بعد ذلك إلى ظاهرة.
 المغريات كثيرة، ومن لم يكن وازع الدين يكبح جماحه ينفلت، ويغوص في أوحال الخروج منها صعب، والمصيبة أن الخروج منها لابد وأن يترك بصماته التي لا يمكن التخلص منها! 
ولا نبالغ إن قلنا إنها باقية للأبد، ولآخر نفس لصاحبه، وسيسبب وصمة عار على نفسه ولأهله لأجيال! ألم نسمع أن فلانة هي حفيدة تلك التي كانت لها حكاية لاكتها الألسن يومًا ما؟ مجتمعنا صغير، والواحد يعرف الآخر، بل الكل ينسب للآخر بطريقة أو بأخرى، وما يمس أحدهم بسوء أو بخير يمس الجميع، ويكفي أن يكون بحرينيًّا أو بحرينية، لتستشعر أن ما قد يمس سمعته يمسنا جميعًا. 
 من يتستّر على تلك الهاربات من منازلهن مجرم، وإن لم تحسب هذه الهاربة حسابًا لأهلها الذين لا ليل لهم ولا نهار من العار الذي ألحقته بهم، فلتحسب لنفسها ولكرامتها حسابًا، حتى لا تكون نهايتها مؤسفة ومخزية.


ياسمينة: 

نار الأهل ولا جنة الغريب. 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .