نسبة لا يستهان بها من الشباب البحريني يعانون من تأخر الإنجاب بعد سنوات طويلة من الزواج – وهذه ملاحظة اجتماعية غير مرتبطة بإحصائية علمية أو طبية - بعضها مرتبط بتأخر سن الزواج، والبعض الآخر منها مرتبط بمشاكل بالخصوبة تعيق إنجاب الأطفال. حتمًا، لكل حالة ظروفها وأسبابها، وكذلك طرق علاجها، وبلا شك هناك من كان مُقدر ومكتوب لهما أن لا يُرزقا بهذه النعمة بحكمة من الله ومشيئته، “وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير”، آيةٌ (50) “الشورى”، إلا أن الله يدعو للأخذ بالأسباب، والسعي للبحث عن العلاج إن كان ذلك ممكنًا، وترك الأمور بعد ذلك لإرادته.
مشوار العلاج بالتلقيح الصناعي لعلاج حالات العقم عند النساء أو الرجال، بالإضافة إلى كونه مرهقاً نفسيًّا، فهو للأسف مرهق ماديًّا، خصوصًا أن نسبة نجاح العملية تتفاوت من حالة إلى أخرى، وتتجاوز محاولات البعض فيها عشر عمليات، ولكم تخيل حجم الاستنزاف المالي في كل عملية، والتي لا تقل عن 3 آلاف دينار بحريني! أحدهم قال بحس فكاهي، ابني هذا الذي ترينه بنصف مليون دينار بحريني، في إشارة منه إلى حجم ما دفعه من مبالغ مالية ضخمة في عمليات التلقيح الصناعي في رحلة علاجه في الخارج، إلى أن تكللت الأخيرة بالنجاح! هذا وهو ميسور الحال، لكن ماذا عن الشباب ذوي الدخل المحدود الذي بالكاد يكفيه راتبه لبناء أسرته الصغيرة التي سعى لتأسيسها وبدأها؟ وحلم الأمومة أو الأبوة الذي يراودهما، كلما مرت سنوات من زواجهما دون صرخة طفل في المنزل؟
للأسف لا يتوفر علاج حكومي بالتلقيح الصناعي لمن يعانون من مشاكل في الإنجاب، فيلجأ المواطنون الذين يعانون من تلك المشكلة إلى الطب الخاص الذي يرهقهم ماديًّا.
فَلِمَ لا تعقد اتفاقية مع مستشفى قوة دفاع البحرين - الذي يحتضن مركز بنون للتلقيح الصناعي - لتخصيص محاولتين علاجيتين مجانيتين لكل بحرينية تعاني من هذه المشكلة، كحق من حقوقها في العلاج.
ياسمينة: اللهم ارزق كل محروم الذرية الصالحة.
*كاتبة بحرينية