العدد 5952
الخميس 30 يناير 2025
لا تبيعوا الأمل
الخميس 30 يناير 2025

إلى أي حد وصل الجشع في قطاع الطب الخاص؟ ألا يكفي المرض الذي أنهك أجساد المرضى ونفسياتهم ونفسيات أهاليهم، ليأتي الاستغلال المالي على هيئة أمل العلاج الزائف! فكم من حالة سرطان ميؤوس منها، وصلت إلى مراحلها النهائية، بعد أن انتشرت الخلايا السرطانية في جميع أعضاء جسد المريض، وأوقف أطباء مجمع السلمانية الطبي العلاج الكيماوي بغية أن تمر الفترة المتبقية من حياة المريض بسلام، واكتفوا بالعلاج التلطيفي، وجاء أطباء القطاع الخاص ليؤكدوا وجود أمل في العلاج، لكن بأسعار تقضي على كل دينار في جيب المريض وأهله، بل وتضطرهم إلى الاستدانة والقروض لتوفير علاج؛ ما هو إلا دوامة جديدة يدخلها المريض فتنهك جسده المرهق أصلاً من العلاج الكيماوي، بل وتعجل من ملاقاته لوجه ربه.
بعض الأمراض للأسف تصل إلى مرحلة لا علاج فيها، الأمل بالله هو كل ما يملكه المرء حينها، والدعاء هو العلاج المتوفر حينها، ومحاولة إقناع أي مريض أو أهله بوجود علاج، مهما كان ومهما كلف، عملية سهلة، فكلنا دون استثناء في مثل هذه الحالات نتعلق بأية قشة أمل، وإن كلفتنا كل ما نملك، وما لا نملك، المهم أن يعيش المريض ولا نفقده، وهذه المعادلة يعرف الطب الخاص كيف يتعامل معها بكل خبث، عندما يؤكد أن العلاج المقدم للمريض في الطب الحكومي غير مجد، وأن العلاج في الطب الخاص أنجع وأفضل، حتى يكاد أن يشبهه بالمعجزة التي يمكن أن تبدل الخلايا المسرطنة بأخرى سليمة بعد الخضوع لجلسات الكيماوي المختلفة التي يملكونها!  نعلم أن الطب الخاص له خطط ربحية يجب أن يحققها نهاية كل شهر، ولكن، أيكون ذلك على حساب صحة الناس وحياتهم؟ والتربح ممن؟ من مرضى وأهالي يعيشون تحت وطأة الخوف من الفقد في أية لحظة؟

أي ربح هذا المغمس باستغلال المرضى؟ التعلق بالأمل في العلاج يدفع المرضى إلى الموافقة على تجربة أي علاج، مهما كان سعره دون التأكد من المضاعفات التي بعضها كارثي يعجل من نهايتهم، فلا تستغلوا من لا حيلة لهم. 

ياسمينة: كفاكم استغلالاً للمرضى.

 

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية