الفرحة التي أدخلها المنتخب البحريني على قلب الشعب البحريني باختطافه كأس “خليجي 26” يستحق عليها جائزة أخرى، فقد أعاد هذا النصر لُحمة الشعب بانتصاره الكروي الذي جاء باستحقاق وجدارة، ليثبت لمن كان يستخف بقدرات لاعبي منتخبنا الوطني أنهم أبطال رغم تواضع الدعم مقارنة بأقرانهم من لاعبي المنتخبات الخليجية الأخرى. فريق فخم بأداء احترافي تمكن رغم ظُلم التحكيم من نيل كأس البطولة، ناهيك عن نيل كل جوائز البطولة.. أفضل لاعب، وأفضل حارس، وأفضل هداف، “لايمنا الأولي والتالي” كما قال حارس منتخبنا البطل إبراهيم لطف الله، والذي كان هو الآخر قصة أخرى.
بعد هذا الإنجاز، باتت أنظارنا جميعاً تتجه نحو المشاركة في كأس العالم، والذي بات قاب قوسين أو أدنى إن ما حققنا فوزاً مماثلاً في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، وهذا يدفعنا إلى وضع استراتيجية مسبقة للاستعداد للمرحلة المقبلة التي من المفترض أن نخوضها بثقة أكبر اليوم. نحن بحاجة ماسة إلى تفريغ اللاعبين وبشكل كامل للتدريب والاستعداد البدني والنفسي لخوض هذه المنافسات، وهي في الواقع منافسات بروح الشعب كله لا المنتخب وحده، ومنافسات لو تمكنا من الفوز فيها ستضمن المملكة مقعداً رياضياً استثنائياً هذه المرة، لنحقق حُلماً طالما كان يراودنا، فلابد من السعي وبجدية إلى إنشاء صندوق استثماري لدعم الرياضيين عموما ولاعبي كرة القدم خصوصا، تشارك فيه الدولة وكبار التجار والوجهاء في المملكة، لدعم أجور اللاعبين وبشكل مجز، لتحقيق الاستقرار المادي الذي يتبعه استقرار نفسي للاعبين، والذي له الأثر العظيم على الأداء، خصوصاً أن فرص الاحتراف ممكنة، لتوافر المواهب الرياضية التي تحتاج فقط إلى من يصقلها ويوفر لها ما يدعمها لتحقيق أعلى المراكز في البطولات الخليجية منها أو الإقليمية والدولية. كما أننا بحاجة إلى أكاديمية وطنية، تنتقي المواهب الرياضية المميزة من بين الأطفال، للسعي إلى تدريبهم على أيدي مدربين محترفين، لخلق صف جديد من اللاعبين ليلحق الجيل تلو الجيل بقدرات وأداء أفضل.

ياسمينة: مبروك للبحرين هذا الفوز المستحق والمشرف.