العدد 5966
الخميس 13 فبراير 2025
إبداع الأمهات
الخميس 13 فبراير 2025

 عندما طلبت المعلمة من طلبتها ابتكار حقائب مدرسية من مواد بالمنزل، كنوع من إعادة تدوير المواد، ابتكر الأطفال حقائب لطيفة ومبهجة، حقائب غير مألوفة، تُعبّر ربما عن شخصية الطفل وبيئته، لكن الأكيد أنها تُعبر عن أفكار ومهارات أمهاتهم، وفي الحقيقة هن من يجدر بنا أن نصفق لهن ونشيد بأفكارهن وجهودهن.
 نحن مع دفع طلبة الروضات والمدارس الابتدائية للتفكير خارج الصندوق، وفتح آفاق عقولهم للابتكار والإبداع، وتنمية مهاراتهم اليدوية، بشرط أن لا يكون ذلك عبئًا وعملًا إضافيًّا يُلقى على كاهل أولياء الأمور الذين جلهم يلجأون إلى المكتبات لإعداد تلك المشاريع الطلابية، وقلة منهم يشمرون عن سواعدهم لإنجاز تلك المشاريع المدرسية، فتكفي الأمهات مسؤولياتهن المنزلية والأسرية، وما تلك المشاريع الطلابية إلا مسؤولية تضاف على قائمة مسؤوليات الأمهات على وجه الخصوص، واللواتي وإن كان لهن أكثر من طفل ستعلن حالة من الطوارئ في المنزل وعمل ربما حتى مطلع الفجر! والمعلمات يعلمن جيدًا من جودة المواد وإتقان العمل، والذي لا يتناسب أصلًا مع عمر الطالب أنها - بلا أدنى شك - من صنيع المكتبات أو على أيدي أولياء الأمور، فأغلب - إن لم يكن جميع - تلك المشاريع تطل بوجهها لتؤكد أنها من إعداد المكتبات أو جهد الأمهات، ونادرًا ما تكون للطفل مساهمة فيها.
لا نقول توقّفوا عن هذه الطلبات التي قد تكون أساليب تعليمية في المناهج التربوية، لكن نقول إن المدرسة أنشئت لتكون حاضنة للأفكار، ومؤسسة لتعليم الأطفال كيف يعتمدون على أنفسهم، وينجزون أعمالهم بأنفسهم، وكيف يطورون قدراتهم ومهاراتهم، فلم لا تُخصص حصص أسبوعية للإبداع والابتكار، على أن ينجز الطفل تلك الأعمال والمشاريع داخل الفصل، وأمام عين وتوجيه وتدريب المعلمين، ليستفيد الطلبة كذلك من بعضهم البعض من خلال العصف الذهني وتعليم الأقران، بدلًا من أن تكتفي المدارس بالطلبات المرهقة ماديًّا ونفسيًّا للأهالي. 
ليأتي الطالب صباحًا ويسأل والدته إن كانت أعدّت المشروع المطلوب منه، ليحمله ويدخل فصله متفاخرًا بجهد ليس جهده، وأفكار لم تخطر أصلًا على باله. 


ياسمينة: ليكن التعليم حقيقيًّا. 
 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية