العدد 5957
الثلاثاء 04 فبراير 2025
banner
الترويج العالمي لصفقة القرن
الثلاثاء 04 فبراير 2025

الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يُصرح بعد أيام قليلة من دخوله البيت الأبيض بضرورة فتح مصر سيناء لاستقبال سكان غزة، ومن ناحية أخرى فتح الحدود الأردنية لاستقبال أهالي الضفة الغربية. ما صرح به الرئيس الأميركي ما هو إلا رمي حجر في مياه راكدة وانتظار التبعات وما سيحدث من ردود أفعال وحجم هذه الردود، فما هو إلا اختبار للصمود الفلسطيني والمصري والعربي. إن الهدف من هذا التصريح هو معرفة قوة الشارع العربي ومدى التوحد والتعاضد ما بينه، فالجمهورية المصرية تمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط ويجب معرفة مدى تماسك الشعب خلف القيادة، وأيضاً مدى تماسك الدول العربية والإسلامية مع الدولة المصرية.
تهجير أهل غزة والضفة الغربية ما هو إلا إلغاء واضح لاتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري السابق السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي بيغن سنة 1978، وهي التي تنص على عدم القيام بأية عمليات عسكرية على الحدود دون موافقة الطرف الآخر. فتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ما هو إلا مساس بالأمن القومي المصري، فبالتهجير يضرب الكيان الصهيوني عرض الحائط أية صفقة للتطبيع، وهذا بسبب الشرط السعودي الأول وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، فبعد التهجير ستنتهي فلسطين بشكل نهائي، وهذا ما اعتبرته القيادة المصرية خطاً أحمر يجب عدم المساس به، ففكرة التهجير تم رفضها وتأكيد رفضها خلال الـ 15 شهراً الماضية.
إن مقاومة أهل غزة وإصرارهم على البقاء في أرضهم رغم المعاناة الكبيرة من نقص في الغذاء والدواء والوضع الصعب الذي صمدوا أمامه 15 شهراً، هو تصريح واضح بأنهم لن يغادروا أرضهم، فالتهجير مرفوض بكل المقاييس.

ماذا بعد التهجير؟
إن هدف الكيان المحتل من تهجير أهل غزة إلى سيناء ما هو إلا حلم إسرائيلي لن تتوقف الدولة العبرية عن التفكير فيه، فمنذ النكبة سنة 1948، نجد التصريحات بين الحين والآخر تتوالى، فتصريح رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون بضرورة تنفيذ خطة تفريغ غزة من الفلسطينيين سنة 1970 التي لم تنجح وقتها، دليل على أن الكيان مصمم على تنفيذ هذه الخطة، وأيضاً مخطط سنة 2000 الذي تبناه القائد العسكري الإسرائيلي غيورا أيلاند الذي تضمن تقديم القاهرة تنازلات عن سيناء لصالح دولة فلسطين.
وأيضاً في ولاية ترامب الأولى (2017 - 2020) بدأ الحديث إعلامياً سنة 2018 عن خطة أميركية لتهجير الفلسطينيين تحت مسمى صفقة القرن التي أعلن الملك عبدالله (ملك الأردن) حينها رفضه الكامل لهذه الفكرة بقوله نرفض فكرة (الوطن البديل) والتوطين، لكن الرئيس الأميركي ترامب كشف عام 2020 عن الصفقة التي سميت (السلام على طريق الازدهار) التي أيضاً لاقت رفضاً عربياً صريحاً آنذاك ولم تتحقق بسبب خسارة ترامب الانتخابات أمام منافسه جو بايدن.
كل هذه الأحداث ما هي إلا مقدمات لما سيحدث سنة 2025، فالرئيس الأميركي ترامب وضع الخطة وهذه سنة التنفيذ، فكيف ستجري الأحداث وإلى أين ستأخذنا الأمواج ومن سيكون الرابح في ولاية ترامب وما هو العصر الذهبي الذي تحدث عنه كل هذا ونحن نترقب.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .