العدد 5956
الإثنين 03 فبراير 2025
أين نحن من ثقافة حفظ النعمة
الإثنين 03 فبراير 2025

 في إحدى الدول الآسيوية يضعون لافتة في المطاعم التي تقدم “البوفيه” مكتوبًا عليها: “غرامة على كل من يترك قطعة طعام في الصحن”؛ ما ساعد في خلق ثقافة عامة أسهمت في تحقيق الاستدامة والحفاظ على النعمة، وكذلك تبني سلوكيات مسؤولة مثل الأكل بالكمية المطلوبة والاعتدال، أما في مجتمعاتنا فيحدث العكس؛ فنرى الابتذال في المأكل والمشرب، والشخص الذي يدخل مطعمًا كأنه قادم من كوخه المنعزل ومحروم من الطعام لعدة شهور، فيشرع في بناء جبل من الأكل من كل صنف ونوع. وجميعنا يعلم مدى انتشار هذا العمل والسلوك غير المسؤول، ونشاهد بأعيننا ما يحدث في مختلف المناسبات كالأعراس ومجالس العزاء: زيادة كبيرة في الطعام لم يتعود عليها الجسم، واجتماعات ومحاضرات عن كل صنف، وجولات “رايح جاي” على البوفيه، وفي الأخير هدر كميات كبيرة من الطعام الملموس.
جهود كبيرة تقوم بها جمعية حفظ النعمة، لكن ما ينقصنا ثقافة الاستهلاك لدى الفرد، وهذا النوع من العلم الذي يزيد من معلومات المواطن ويبصره بمصلحته كفرد بقيمة عدم الإسراف في الطعام والوعي بالمسؤولية الاجتماعية.
هذه الثقافة تعد من الأمور الحيوية المهمة التي تحد من الاستنزاف بقسوة وإرهاق، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور مشكلات كثيرة تهدد أمننا الغذائي الذي توليه الحكومة الموقرة اهتمامًا كبيرًا، فالعملية ليست برامج ومشاريع وتصنيع منتجات ومحاصيل أخرى، إنما هي عملية متكاملة من المسؤولية الاجتماعية وتبني الفرد منا ممارسات معقولة ومقبولة في الاستهلاك، فمسألة عدم التبذير والاعتدال غائرة في ضمير كل مسلم، ومع ذلك نرى الإسراف يسير بأقصى سرعة بصرف النظر عن الآثار التي يمكن أن تترتب عليه.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .