العدد 5832
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
ممارسات تحتاج إلى إعادة نظر
الأربعاء 02 أكتوبر 2024

سبق وأن كتبت مقالا في عام 2016 عن نفس الموضوع، وسأعيد كتابته مرة أخرى نظرًا لقناعتي التامة والراسخة بجوهر الموضوع، ولا ضير في ذلك لعله يسهم ولو بالقليل في تغيير بعض السلوكيات والثقافات، وكما يقولون “التكرار يعلم الشطار”.
تقديم الهدايا المالية بدلًا من الورود في مناسبات الزواج أو الولادة أصبح موضوعًا يثير اهتمام الكثيرين في المجتمع الحديث. وعلى الرغم من أن تقديم الورود كان يعتبر تقليدًا راسخًا يعبر عن الفرح والاحتفال، إلا أن بعض الأشخاص يرون أن الهدايا المالية قد تكون أكثر فائدة وعملية، ففي كثير من الأحيان قد لا تكون الورود ذات فائدة طويلة الأمد، فهي جميلة لكنها تزهر لفترة قصيرة جدا ثم تذبل، بينما يمكن للهدايا المالية أن تُستخدم في تلبية احتياجات محددة، مثل تجهيز منزل الزوجية أو توفير مستلزمات المولود الجديد. وكما هو معروف أن الزواج والولادة يتطلبان ميزانية ونفقات كبيرة قد تكون الهدايا المالية وسيلة لدعم العائلة ماليًا في هذه المرحلة الحرجة، ما يجعلها هدية عملية تلبي احتياجاتهم المباشرة. في المقابل، الورود أو الهدايا التقليدية قد لا تتناسب دائمًا مع أذواق المستلم أو احتياجاته، إذ إن الهدايا المالية تعطي العروسين أو الأبوين الجديدين حرية الاختيار، وفي زمن السرعة قد لا يتوفر الوقت الكافي للبحث عن الهدية المثالية، كما أن الهدايا المالية توفر الكثير من الوقت والجهد، وتمنح المستلم مرونة كبيرة في كيفية استخدامها. في المقابل، بالرغم من أن الهدايا المالية قد تكون مفيدة، إلا أنها قد تفتقد العاطفة والرمزية التي تمثلها الورود، فالورود تعبر عن الحب والرومانسية والجمال، وهي تحمل في طياتها مشاعر قد لا تستطيع النقود التعبير عنها بنفس الطريقة، لكن ومن وجهة نظري الشخصية أنه من الممكن الجمع بين الهدية المالية والرمزية في نفس الوقت، بحيث يمكن تقديم بطاقة جميلة أو تنسيق ورود صغيرة مع مبلغ مالي أو قسيمة شراء من أي مجمع تجاري، وبذلك يتحقق التوازن بين الطابع العملي والعاطفي.

شخصيا أرى أن الجيل الجديد يملك هذا الحس الإبداعي والمتحرر من العادات التي ورثناها وأصبحت ثقافة ليست بالضرورة صحيحة! لذا من الممكن جدا تغيير هذه الثقافة بشكل تدريجي.. ما رأيكم؟
الخلاصة.. يبقى الاختيار بين الورود والهدايا المالية مسألة شخصية تعتمد على ظروف المرسل والمستلم. البعض يفضل الحفاظ على التقاليد والرمزية، بينما يرى آخرون أن الهدايا المالية أكثر فائدة واستدامة. والمهم هو التعبير عن الحب والمشاركة، بغض النظر عن الشكل الذي تتخذه الهدية.
متمنيًا للجميع حياة ملؤها السعادة والفرح والسرور.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .