العدد 5831
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
banner
“فعالية وثلاث نجوم”
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024

مسابقة، أو إطلاق جائزة، تلك المناسبة التي جمعتني بمسرح الجامعة الأهلية مع فنانين بحرينيين لهم من الصيت والأدوار ما يؤكد أن المملكة زاخرة بالمواهب، الجائزة لوزير شؤون الإعلام الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي للمواهب الإعلامية، أما الاستضافة لإطلاق الفعالية فكانت للجامعة الأهلية بطلابها وإدارتها ومواهبها الشابة اليافعة، وضيوف الحفل مجموعة من الفنانين البحرينيين يتقدمهم المخرج السينمائي الكبير والصديق العزيز بسام الذوادي، ترافقه بطلة “البيت العود” الفنانة البحرينية المحبوبة ماجدة سلطان، والممثل المسرحي والمخرج الشاب صاحب المواهب المتعددة عبدالله الدرزي.
النقاش كان ساخنًا بدأه فريق التقديم المحترف وعلى رأسه ممثلة وزارة شؤون الإعلام سبيكة محمد الشحي، ولفيف من أساتذة الإعلام بالجامعة الأهلية. الذوادي كان يناقش ويقدم تجربة على طبق من ذهب، بدءًا بصعوبة الحياة وانتهاءً بسلم النجومية، كيف اشترى أول كاميرا احترافية وتعاطى مع الجمهور الغفير الذي كان حضوره مكثفًا في الفعالية. بعد النهاية لم يكن أمامي سوى ثلاثة أسئلة تلعب لعبتها في خيالي تزامنًا مع ما قاله الفنان والمخرج الكبير بسام الذوادي: لماذا لا توجد في البحرين صناعة للسينما، إنتاج سينمائي لامتصاص المواهب الشابة بدلاً من البحث لها عن إنتاج خارج الديار وبعيدًا عن أرض الوطن؟ السؤال الآخر يرتبط بالتعليم، بالتحديد عن إهمال الجامعات تأسيس معاهد أو كليات للفنون المسرحية ودراسة مواد صناعة السينما من إخراج وسيناريو وحوار وتصوير وإضاءة وغيرها؟ الإجابة كانت على لسان الفنان الذوادي قائمة على أعمدة دخان كثيفة تمتلئ بها الأسئلة، وتصب جام شجونها على مواهب أصيلة لا تجد من يحتضنها، الذوادي يجيب بأنها لا تعدو كونها مسألة جدوى اقتصادية، صناعة السينما الأميركية نجحت بصعوبة لأن 10 % من سكانها وهم 33 مليون نسمة مضمون ذهابهم إلى السينما، الهند هي الاستثناء الوحيد حيث يتوافد على دور السينما فيها 17 % من السكان بأكثر من مليار نسمة. 

مشكلتنا في البحرين ما تزال سكانية، وما تزال الصناعة التي تستهدف سكانًا لا يتجاوزون المليون ونصف المليون نسمة لا تُغني ولا تُسمن من جوع، لذا فإن أية مؤسسة أو شركة إنتاج أو حتى “كونسورتيوم” أو تدخل دولة لا يمكن له أن يكفي لإنجاح صناعة السينما في البحرين.
أما التعليم، أما إنشاء معهد للفنون المسرحية أو كلية السينما، كل ذلك يتبع المربع الأول للمعضلة وهو العمق السكاني، حيث إن الخليج كله لا يشتمل على أكثر من 35 مليون نسمة، نسبة 10 % منهم سيطلبون هذه الخدمة، هذا معناه أننا نواجه جمهورًا لا يتجاوز الثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، وهذا أيضًا لا يكفي.
الإجابة على إجابات بسام الذوادي كانت على لسان الفنانة ماجدة سلطان والفنان عبدالله الدرزي، حيث يعتقدان أن الفنان البحريني لا يجب أن يستهدف البحرين فقط، إنما المنطقة العربية بأسرها، وأن الفن البحريني لابد أن يجتاز الحدود وينطلق إلى العالم الجديد، لا أن يكون حبيسًا لسوق محدودة، أو لدراسات جدوى غير مفرحة، أما الصدق والكذب، أما التمثيل والواقع، وأما الحقيقة والخيال، فتلك حكاية أخرى.

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .