العدد 5827
الجمعة 27 سبتمبر 2024
“البلاد” ومجتمع المسؤولية!
الجمعة 27 سبتمبر 2024

كأنني كنت مشاركًا، بل شريكًا في الحدث، منتدى أو ملتقى أو يوم للمسؤولية المجتمعية للشركات، يوم أو بضع ساعات في معية التفوق الإعلامي، والتميز الإداري، والحضور الطاغي، جميع منصات “البلاد” كشرت عن أنيابها، “الورقي – الإلكتروني – الفيديو”، بالكلمة، بالرأي، بالحوار، والتغطية الإخبارية المكثفة. الحضور الكبير، والتفاعل الأكبر، والنتائج المؤثرة، مثلث لصياغة الرؤى والخطط والاستراتيجيات، مشاريع وطنية طموحة، ومفترقات طرق آن لنا أن نختار فيما بينها، هل الصحافة للصحافة، أم الصحافة للمجتمع، تمامًا مثلما كان الفيلسوف البريطاني إرنست فيشر حاضرًا، متألقًا في زمانه، بالتحديد عندما طرح السؤال في كتابه المعروف “ضرورة الفن”، هل الفن للفن أم الفن للمجتمع، في الكتاب نفسه أجاب الفيلسوف، وفي حدث “البلاد” كانت الإجابات واضحة على ألسنة الحضور، نعم.. الصحافة للاثنين معًا، نعم.. لابد من إتقان المهنة، ونعم.. يجب أن يتم توجيهها للمجتمع والناس، بل وللمسؤولية المجتمعية.

صحيفة “البلاد” أكدت أن للصحافة وجها آخر، وأن الورق لم يعدم فريسته أينما ذهب، “البلاد” أتابعها على “السوشال ميديا” أكثر مما أتابع المسلسلات التي أدمنتها، وأدخل إلى منصتها لأرى صناعة الفيديوهات وكيف أنها تنقل بالصوت والصورة والكلمة ما يصب في خدمة المجتمع، مشكلة صحافتنا الورقية ليست كونها ورقية، أو أنها لم تواكب الحدث، لكن لأنها تخشى ما تجهله، وتهاب المجهول الذي لا تعرفه، صحيفة “البلاد” بوجود ذلك اللفيف تمكنت من كسر حاجز الخوف، واقتحمت صناعة الميديا باسم “البلاد” الورقية، وقامت بتهجين المعرفة مع مختلف آليات النشر والتواصل الحديثة، جربت، ثم كررت التجربة مرات ومرات، حتى تمكنت من إتقان صناعة مختلطة بين القديم والحديث، بين الماضي والمستقبل، وفرت كل شيء تقريبًا للقارئ، لم تبخل عليه، لم تشل يديه، لم تحاصره بمنتج دون المستوى ولم تفرض عليه ذوقها، لكنها رفعته إلى عنان السماء، وضعته في عمق الحدث، ولم تبخل عليه بالغالي والنفيس.

استقدمت أشهر وأهم الكتاب والمشاهير في العالم العربي، نوعت المنتج الإبداعي، صحيفة ورقية وأخرى إلكترونية توفر للجميع الأخبار على مدار الساعة.

صحيح أن “البلاد” صحيفة ورقية يومية، لكنها مؤسسة إعلامية تعمل في خدمة المتلقي وتقدم له كل ما هو طازج أولاً بأول، وأخيرًا وليس آخرًا أصبح لـ “البلاد” مشروع رؤية، تظاهرة في خدمة المجتمع والناس، “المسؤولية المجتمعية”، أفضل البنوك أداء، رجل الأعمال الأفضل، أفضل عشر شركات، أقطاب البحرين وكيف صنعوا التنوع الاقتصادي، غرفة التجارة تاريخها ودورها.

ولن يكون غريبًا أن تختطف “البلاد” الأضواء أكثر فأكثر فتعمل على إنتاج مصرفي العام، وإعلامي الأمة، والموظف المثالي، أفضل جامعة، وأهم بحث علمي، لن يكون غريبًا أن تفاجئنا “البلاد” بمسابقات للأطفال المتميزين، والشعراء المبدعين، والروائيين البارعين، لن يكون من سابع المستحيلات أن نرى الورقي وهو يتطور وتعود إليه الحياة جنبًا إلى جنب مع أدوات التواصل الحديثة، لن يكون مدهشًا أن تخرج علينا “البلاد” ذات يوم بمشروع يجعل منها “ذي تايمز” أخرى، تلك الصحيفة الورقية البريطانية التي انتصرت للورق من خلال شبكات التواصل الأخرى التي تمضي “البلاد” حاليًا على نهجها، نحن لسنا أقل من غيرنا، فنحن خير أمة أُخرِجت للناس، يبقى فقط أن نؤمن بأنفسنا، وأن نثق في مقدراتنا وقدراتنا، وأن ندرك أننا نستطيع تحقيق المعجزات، فقط نحتاج إلى أول الغيث، إلى القطرة الحية، إلى الخطوة الأولى التي أرى أن “البلاد” ليست بعيدة عنها بكثير.

 

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية