العدد 5826
الخميس 26 سبتمبر 2024
زميلي لا يشبهني
الخميس 26 سبتمبر 2024

كانت صدمتي كبيرة عندما ذهبت لمدرسة ابني شاكية أحد زملائه، حيث مراراً وتكراراً يتعرض للضرب، حتى جاءت تلك الضربة الأخيرة بعينه فأورمتها، وعلمت من مديرة المدرسة وأم الطالب التي تم تحضيرها، بأنه طفل توحدي! تقول أم الطفل المضروب، لو علمت بأن زميله توحدي لما اشتكيت عليه، ولما ذهبت للمدرسة من الأساس، بل على العكس من ذلك، لأفهمت ابني ذي التسع سنوات أن له زميلا يختلف عنه قليلاً، وعليه أن يتفهم أننا كبشر قد لا نشبه بعضنا البعض، وعلينا أن نتأقلم مع ذلك، بل أن نقف معهم ونساعدهم ما استطعنا.
كم عدد الأطفال ذوي الهمم في الروضات والمدارس الابتدائية؟ لاشك أن عددهم ليس قليلا، كما أن إعاقاتهم تختلف، فمنهم الأبكم، والأصم، والكفيف، والمقعد، أو غير مكتمل الأطراف، ومنهم المتوحد أو حتى من يعاني فرط حركة، أو من يعاني مشكلات في التعلم، وكأطفال في الصفوف الأولى قد لا يجدون ذلك مألوفاً، وقد ترتسم على ملامحهم علامات الاستغراب إن لم تكن علامات الخوف عند بعضهم، خصوصاً إن لم تمر عليهم حالات مشابهة في أسرهم أو محيطهم؛ فهنا يأتي دور إدارات المدارس ومن بعدهم الأمهات ليستوعب الطفل اختلاف زميله عنه. إدارات المدارس، عليهم مع بداية السنة الدراسية أن يعرفوا الأطفال على نوع الاختلاف الذي يعاني منه زميلهم، بطريقة محببة وخفيفة، كسرد القصص أو عرض الأفلام التوضيحية، وتشجيعهم على إدماج زميلهم ومشاركته في جميع أمورهم، لا أن ينكمش الأطفال على بعضهم ويبتعدوا عنه، أو لفظه ومنع مشاركته إياهم اللعب في الفسحة. وعليهم كإدارات مدارس إبلاغ أهالي الأطفال بنوع الإعاقة أو المشكلة التي يعاني منها زميلهم، ليأتي دورهم في إفهام ابنهم بأن عليه أن يكون سنداً لزميله المختلف عنه، وأن لا يحاول أن يستفزه إن كان يعاني من فرط حركة مثلاً، كي لا تصدر عنه ردة فعل غير متوقعة، وأن يحمي نفسه إن ما تعرض إلى ضرب مباغت من زميله التوحدي، وأن لا يقابل الضرب بالضرب، باعتباره حالة خاصة.
ياسمينة: مختلفون وفي النهاية بشر.
*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية