العدد 5819
الخميس 19 سبتمبر 2024
إما التعطل أو المعاش التقاعدي!
الخميس 19 سبتمبر 2024

لا أعلم لماذا مر المثل المصري العامي على خاطري “ح يبقى موت وخراب ديار”؟! وأنا أستمع لمشكلة عاطل عن العمل، بعد ما تم تخييره ما بين استلام بدل التعطل من وزارة العمل، أو استلام المعاش التقاعدي لوالده من هيئة التأمينات الاجتماعية بعد وفاته! فالمثل الشعبي لإخواننا المصريين يُقصد منه: إذا كانت خسارتك مؤكدة “الموت”، فمن المنطقي أن تعمل على تحجيم الضرر الواقع عليك، لا أن تعمل على زيادته بإضافة المزيد من الخسائر. وما تفعله هيئة التأمينات الاجتماعية ووزارة العمل من عملية التخيير تلك، لإسقاط حق من الحقوق، ما هو إلا خراب ديار لآلاف من العاطلين عن العمل، الفاقدين لمعيلهم الأساسي!

وبالمنطق، إذا كان الابن العاطل عن العمل، يستلم بدل التعطل في حياة والده، والذي يتكفل بجزء آخر من مصروفاته واحتياجاته المعيشية، فمن الطبيعي بعد وفاة معيله أنه سيفقد مصدرًا للمال كان يومًا يستند عليه ويسد بعضًا من احتياجاته. وبالتالي سيحتاج إلى معاش والده المتوفى – المعيل - أكثر من ذي قبل؛ لا أن يفقد هذا المعاش وبالكامل إن كان يستلم بدل التعطل من وزارة العمل! فهل بدل التعطل سيسد احتياجات المنزل التي كان والده في حياته يسدها؟ وهل سيكفي بدل التعطل الالتزامات العائلية الأخرى التي كان رحمه الله يقوم بها؟ والكثير الكثير من الأمور التي كان والده يتكفل براتبه أو براتبه التقاعدي سدادها، فيبقى – حينها - الدعم الخاص ببدل التعطل له ولاحتياجاته الشخصية كشاب في مقتبل حياته، له التزامات؛ هي في الواقع تفوق مرات ومرات ما يستلمه من دعم بدل التعطل. وما يحدث حقيقة من عملية التخيير هذه؛ هو زيادة للخسائر الواقعة على من يفقد معيله الرئيسي، ويضعه في مأزق مالي لا يحسد عليه. والأولى، أن يُصرف المعاش التقاعدي للمستحق، بالتوازي مع دعم بدل التعطل، إلى أن يحصل – المستحق - على وظيفة ثابتة، تمكنه فعليًا من الاستغناء عن المعاش التقاعدي، وعن بدل التعطل، لا أن يكون عليه موت عائله نكبة وخراب ديار!.

ياسمينة: حتى لا تكون المصيبة مصيبتين.

*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .