أحياناً نتلقى أخباراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال مصادر نكون بالكاد نصدقها لولا أنها صادرة عن قنوات إخبارية رسمية، هذه الأخبار التي تتحدث عن قضية أو حدث يكاد العقل لا يصدقه تستحق تضمينها في برنامج “صدق أو لا تصدق”، فكما يعرف الجميع أن شهر العسل يعتبر من أهم اللحظات في حياة الزوجين، حيث يختار الزوجان عادة وجهة سفر مميزة للاستمتاع بأيام زواجهما الأولى في جو من الحب والرومانسية، لكن، وفي قصة غير مألوفة، قرر أحد الأزواج أن يسافر هو وزوجته إلى شهر العسل بطريقة غير اعتيادية. فقد حجز هذا الزوج الخليجي (سامحه الله) تذكرتي سفر وذلك لقضاء شهر العسل، وإلى هنا فإن الخبر عادي وطبيعي، لكن الصدمة كانت عندما اكتشفت زوجته أن مقعدها في الدرجة السياحية و”العريس” في درجة رجال الأعمال.. يقول الخبر إنه وبسبب هذا التصرف الغريب والشاذ والمهين، طلبت العروس الطلاق بدون تردد .
اتقوا الله يا عالم، لقد جن جنوني وأنا أحاول فهم سبب هذا التصرف المشين في حق المرأة أولا والزوجة ثانياً، ثم نحن في أي عالم نعيش وأي دين نتبع؟ هل هذه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؟ كفانا.. والله ثم والله الإسلام بريء من هذا، فأنا والله وبصراحة تعاطفت مع هذه المرأة التي طلبت الطلاق بسبب هذا التصرف الأناني وغير الأخلاقي. إن هذا التصرف من الزوج أثار دهشة واستنكار العديد ممن سمعوا القصة، ما طرح تساؤلات حول معنى الاحترام والمساواة في العلاقة الزوجية، إذ يعبر عن قلة اهتمام واعتبار لمشاعر شريكة حياته! حتى ولو افترضنا أن الهدف هو تخفيض تكاليف السفر، فهذا لا يعني تفضيل نفسه عليها. في العلاقة الزوجية، يعتبر الاحترام والمشاركة المتساوية من أهم الأسس التي تُبنى عليها علاقة قوية ومتينة. مثل هذه التصرفات قد تترك أثراً سلبياً على العلاقة، خصوصا إذا ما شعر أحد الطرفين بأنه يُعامَل بشكل أقل أو لا يُقدَّر بالشكل الذي يستحقه. 
ختاماً، فإن سفر الزوجين معاً في شهر العسل فرصة لتعزيز العلاقة وبناء ذكريات جميلة معاً. ويجب على كل طرف أن يفكر في سعادة وراحة الآخر، فالاحترام المتبادل والتفاهم والرقي في التعامل من أهم عوامل ومفاتيح النجاح في أية علاقة زوجية، كما أن الصدق هو من القيم الأخلاقية التي تصنع الفارق بين علاقة زوجية عابرة وأخرى عميقة ومستدامة. فالحفاظ على هذه القيم في التعامل اليومي يسهم في خلق بيئة مليئة بالحب والاحترام المتبادل، ما يجعل العلاقة الزوجية أقوى وأطول أمداً.
قال تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”.

*كاتب وإعلامي بحريني