التحدث عن إيجابيات الناس بدلاً من سلبياتهم نهج يعزز الروابط الاجتماعية، ويساهم في خلق بيئة إيجابية ومحفزة، وفي حياتنا اليومية من السهل أن نركز على العيوب والأخطاء التي نراها في الآخرين، لكن التذكير بإيجابياتهم يحمل فوائد عديدة، فمن المهم أن نتذكر أن الكمال لله وحده، وكل إنسان يحمل في داخله جوانب إيجابية وسلبية. التركيز على السلبيات فقط يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتنا ويخلق بيئة سلبية مليئة بالانتقادات وعدم الرضا. وعلى النقيض من ذلك، عندما نختار أن نرى ونتحدث عن الجوانب الإيجابية في الآخرين، نساهم في بناء علاقات قائمة على الحب والاحترام والتقدير. كما أن الاعتراف بالإيجابيات يعزز الثقة بالنفس لدى الأفراد ويشجعهم على تحسين جوانبهم السلبية، فعندما يشعر الشخص بأنه مُقدَّر ومعترف به، يكون لديه دافع أكبر للعمل على تحسين نفسه وتنمية مهاراته وقدراته، ناهيك عن أن التحدث عن الإيجابيات ينشر الطاقة الإيجابية في المجتمع، فعندما نركز على الجوانب المشرقة في شخصيات الآخرين ونعبر عن تقديرنا لهم، نشجع الآخرين على اتباع نفس النهج، بالإضافة إلى ذلك، التركيز على الإيجابيات يساعدنا على تطوير نظرة متوازنة وأكثر موضوعية عن الآخرين، فبدلاً من الوقوع في فخ الانتقاد المستمر، نتعلم أن نكون أكثر تفهمًا وتسامحًا، ما يجعلنا أشخاصًا أكثر قبولًا للآخرين.
لا أدري إن كنت قد أوصلت رسالتي للقراء، لأنني شخصيا أجد هذا الموضوع مهماً جدا، فقد لاحظت كغيري بالطبع كثرة الشكاوى واللوم وعدم الرضا من الناس أو الأشخاص! الكل يتذمر ويشتكي من الآخر، في كل جلسة أو اجتماع يضم أفراد العائلة أو الأصدقاء لا نجد غير الانتقاد واللوم والتحدث عن سلبيات الناس، معتبرين أنفسهم كاملي الأوصاف، شخصيا أؤمن إيمانًا عميقاً وأطبقه على نفسي ودائما ما أردد بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا ونحن نحمل معنا عيوبا، ووجود عيوب في الناس لا يعنى أنهم سيئون، فقد ذكر الله تعالى في كتابه “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”.
لاشك أن كثرة السلبيات في الإنسان ستعطي مؤشرا غير صحي أو مقبول من قبل الناس، فيصبح بذلك إنساناً سيئا وهذا أمر طبيعي، وبيدنا إذا كنا نريد أن نكون أشخاصا طيبين وإيجابيين ومقبولين من الآخرين. على سبيل المثال وليس الحصر، الكثير من العلاقات الزوجية انتهت بالطلاق لأسباب مختلفة مثل التركيز على سلبيات الآخر وعدم الاهتمام أو التركيز بما هو إيجابي! لذا فإنني أجد أنه ليس من العدل أو الإنصاف أن نرى فقط عيوب الزوج أو الزوجة وننكر الصفات الإيجابية.
إن التحدث عن إيجابيات الناس بدلاً من سلبياتهم مفتاح لبناء علاقات إنسانية قوية ومجتمع متماسك مليء بالطاقة الإيجابية، لنحاول جميعًا أن نكون مصدر إلهام للآخرين من خلال التركيز على ما هو جيد فيهم، ما يساهم في نشر السعادة والتفاؤل في كل مناحي الحياة.
شاءت الصدف وأنا أكتب هذا المقال أن أتلقى حكمة جميلة ومعبرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أحد الأصدقاء، وهي تصب في نفس موضوع المقال، فأحببت مشاركتها القراء، تقول الحكمة وهي باللغة الإنجليزية “إذا تمكنا من نشر الحب بنفس السرعة التي ننشر بها الكراهية والسلبية، فما أجمل العالم الذي يمكننا أن نعيش فيه”.
الخلاصة.. ركزوا على الإيجابيات بدلاً من السلبيات.
كاتب وإعلامي بحريني