العدد 5784
الخميس 15 أغسطس 2024
banner
وتوقفت علاوة الغلاء!
الخميس 15 أغسطس 2024

كل شروط استحقاق علاوة الغلاء تنطبق عليهم، ومع ذلك يتم قطعها بحجة أنهم غير موجودين في المملكة بشكل دائم، ولمدة 6 أشهر متواصلة! كيف يوجدون طوال هذه المدة، وطبيعة عملهم تحتم عليهم السفر ولمدد مختلفة خارج المملكة باعتبارهم سواق حافلات سفر، أو كوادر في حملات سفريات! هؤلاء السّواق من ذوي الدخل المحدود، والمحدود جداً، بعضهم متقاعد ومعاشاتهم التقاعدية لا تتجاوز 300 دينار، ولهم عوائل وبحاجة إلى عمل ما بعد التقاعد يعينهم على مواجهة غلاء المعيشة، وتحمل مصاريفهم ومصاريف عوائلهم. وهو ما دفعهم إلى ترك أسرهم وامتهان السواقة بين البلدان ذهاباً وإياباً، رغم مخاطر الطريق والمردود المالي المتواضع. ومع كل ذلك، قرروا امتهان هذه المهنة كي يوفروا حياة كريمة لعوائلهم، لكي لا يضطروا إلى مد أيديهم لهذا وذاك. وليس من المنطق أن توقف علاوة الغلاء عن هؤلاء السواق لأنهم خارج المملكة، وهم في مهمة تأدية وظيفتهم!


هؤلاء السّواق لم يقيموا خارج المملكة كي توقف عنهم العلاوة، كما أنه من الظلم أن توقف عنهم بتلك الحجة، فالسوّاق لهم زوجات وأبناء في المملكة لم يغادروها! وتلك العلاوة غير مقتصرة على الزوج، بل هي حق لأسرته التي لم تسافر معه، وتنتظر رجوعه من سفره/‏‏ عمله، وتنتظر منه تلبية احتياجاتهم المعيشية. فإن حق عليه قطع تلك العلاوة – وهو ظلم - لابد من صرفها لزوجته المتكفلة بإعالة الأطفال.

ولأنها مهنة محفوفة بالمخاطر، فالموت في الطريق من تلك التوقعات في أية لحظة، وقطع العلاوة بالإضافة إلى توقف الدخل الإضافي للزوج – يضع الزوجات في مأزق مالي كبير، خصوصاً إن لم تكن موظفة! وإن كانت موظفة وكان راتبها أعلى من زوجها، ستقل قيمة العلاوة أو ستسقط عنها تلك العلاوة بشكل أوتوماتيكي بعد أن تكون هي رب الأسرة وعائلها، ما يعني أن تلك الأسرة، وبعد أن كانت ضمن الأسر محدودة الدخل، ستتحول بموت عائلها - الزوج - إلى أسرة معوزة! فأين ميزان الإنسانية الاجتماعي؟.

ياسمينة: سواق حافلات السفر، مقيمون في المملكة ولم يهاجروا منها. 


* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .