يؤسفني أن أقول ما سأقوله، والذي ترددت كثيراً ومنذ مدة في قوله، إلا أن الأمر “زاد عن حده”! فليس من المعقول أن نستنفر كبحرينيين لمساعدة أي مشروع محلي بحريني لدعمه للاستمرار، ليتكسب صاحبه البحريني الذي خلق لنفسه فرصة للعمل بالحلال، والمساهمة في إبعاده عن دائرة البطالة، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من فقدان الأمل في الحصول على وظيفة، يكون الجزاء الاستغلال والمبالغة في الأسعار، لخدمات أو سلع لا ترتقي للجودة المطلوبة! وبدلاً من دفعنا كمستهلكين للاستمرار في الشراء، يجعل من تلك التجربة الأولى والأخيرة، إن لم يجعل منها الدرس الذي نتعلم منه عدم الفزعة العاطفية للمشاريع البحرينية التي لا يجني منها المستهلك سوى الخسارة المالية، وإهدار الوقت والجهد!
ربما ينسى أصحاب هذه المشاريع البحرينية المنزلية منها أو تلك البسيطة أو المتوسطة، أن المستهلك الذي قد يقطع مسافات طويلة ليشتري منه منتجه، أنه هو الآخر بحريني، وأنه وإن كان موظفاً، إلا أنه هو الآخر من ذوي الدخل المحدود، والذي قد يفعل المعجزات ليبقي دنانير معدودة في جيبه نهاية الشهر. وأنه ليس بأفضل حالٍ منه بكثير، إلا أنه وضع على عاتقه المسؤولية الاجتماعية التي تدفعه لشراء ودعم المحلي من المشاريع، وأن المبالغة في الأسعار لن تجعل منه زبونا دائما ومستمرا، بل بالعكس قد تعده ليكون دعاية مضادة لسلعتك أو منتوجاتك التي حتماً لن يستمر بقاؤها طويلاً في السوق. كمستهلك، سيبحث عن جودة المنتج، كما يبحث كذلك عن السعر المعقول، وإلا سيعود مرة أخرى لمنتجات السوبرماركت التي اعتاد عليها، أو المطاعم التي ألفها وتوفر له بالإضافة إلى المأكولات الجلسة المريحة و”الكشتة” مع الأهل أو الأصدقاء. فلقمان الحكيم قال فيما قال: “لا تضيع مالك، وتصلح مال غيرك”. فليس من العقل أن يسعى البحريني إلى أن يدعم أخاه البحريني ليستمر في مشروعه الخاص، ويبتعد عن البطالة، على حساب نفسه وعلى حساب ميزانيته، سندعمك ولكن لا تستغلنا!.
ياسمينة:
الربح المعقول أفضل من خسارة الزبائن للأبد.
* كاتبة بحرينية