المضحك المبكي أن يردني أن أحد “قروبات الواتساب” يمنع تداول مقالي ضمن ما يُرسل من مشاركات على اختلاف أنواعها؛ والسبب كما قيل انني أطرح قضايا المطلقات والمعلقات من النساء! لدرجة أن خلافات تنشب بين أعضائه إن ما تجاوز أحدهم وأرسل مقالي الأسبوعي، ولا تهدأ المعركة الكلامية إلا بعد حذفه من القروب! الظلم المجتمعي على المطلقات من النساء والمعلقات منهن، يبدو أنه يتجاوز النظرة الدونية لهن، ويتجاوز الهمز واللمز عليهن، إلى معاداتهن ومعاداة من يدافع عن حقوقهن، ولو بكلمة أو مقال! ويصبح تبني قضاياهن من التابو المحرم الذي يجيز للبعض قذف كل من يناصرهن ولو بنقل ما يحدث لهن ولأولادهن في أروقة المحاكم ووراء أبواب بيوتهن المؤصدة، وكأن الطلاق لا يمكن يوماً أن يمس أحداً من أقربائهم.. أختا كانت أو بنتا أو أية مقربة.
أقول لمثل هؤلاء.. الله جل وعلا في كتابه الكريم خصص سورة باسم “الطلاق”، كما ورد في القرآن كلمات مثل “الطلاق، المطلقات، طلقها، طلقتموهن، للمطلقات، فطلقوهن، طلقكن” في 4 سور هي “البقرة، الأحزاب، التحريم والطلاق”. كما أن كتب الفقه تخصص باباً للطلاق وأحكامه. فالطلاق حلال وإن كان أبغضه، وذكره أو استعراض مظلومية المطلقات ليس حراماً، إنما الحرام هو سلب حقوقهن التي شرعها الله لهن، والوقوف إلى صف من يظلمهن، وإن كان كما يبدو أن البعض جعل ذكر قضايا المطلقات عيباً إن لم يكن حراماً في قواميسه العرفية!
من واجبنا ككتاب أن نطرح قضايا المطلقات - كغيرها من قضايا المجتمع - فبعضهن لا حول لهن ولا قوة، ولا يملكن سنداً ولا أهلا يقفون في وجه ذكور يستعرضون عضلاتهم على نسوة، فيذيقون زوجاتهم وأطفالهم المُر والعلقم، ومع ذلك تجد بعض الأهالي يغلقون أبوابهم عن بناتهم بعد حفل زفافهن، ولا يتركون ذلك الباب موارباً لرجعتهن إن ظلمهن أزواجهن وأظلمت الدنيا عليهن وجارت! ووجود من يتبنى قضايا هؤلاء النسوة يربت عليهن ويجعلهن أقوى، وربما يردع بعض الرجال عن ظلمهن.
ياسمينة: أتستكثرون على المطلقات مقالا؟
* كاتبة بحرينية