فلنقل ذلك بكل وضوح وبدون أي تجميل: بعض الشركات والمؤسسات تُجبر موظفاتها على لبس الضيق والقصير (فوق الركبة) كشرط لاستمراريتهن في العمل، بل وتجبرهن على وضع – يومياً ومن صباحة الله خير - مساحيق التجميل الثقيلة التي لا تليق إلا بحفلات الزفاف! وطبعاً ومنذ البدء، لا يتم توظيف المحجبة أو تلك التي تضع عباءة على الكتف، وإن كانت غير محجبة!
لا خلاف، المظهر اللائق والحسن من أهم شروط العمل، فالموظف واجهة جاذبة للعمل، خصوصاً تلك الوظائف المرتبطة بالبيع والتسويق، لكن لا يعني ذلك أن يكون المظهر مبالغاً فيه، ويتجاوز الخطوط الحُمر والأعراف، في مجتمع محافظ كمجتمعنا الغالبية العظمى فيه محجبات أو ملتزمات بلبس العباءة. فُرص العمل الشحيحة جعلت هذه الشروط أكثر منها شحاحة، بل ومستحيلة بالنسبة للفتاة الملتزمة بحجابها وعباءتها، وعلى وجه الخصوص تلك التي لا تضع مساحيق التجميل حتى إن كانت جامعية. فهل تلك الشروط ستدفع الكثيرات للتخلي عن التزامهن بالحجاب والعباءة بُغية الحصول على وظيفة؟ وهل وراء ذلك مؤسسات وشركات تدفعهن لهذا القرار؟ فموجة خلع الحجاب أخذت في التزايد بشكل لافت ومستغرب! لست محجبة نعم، لكنني أرفض تماماً إجبار المحجبة على التخلي عن حجابها، ودفعها للاختيار ما بين الوظيفة والالتزام بلبس الحجاب. ولست مع دفع حتى غير المحجبة إلى لبس القصير جداً الذي قد لا يكون بالحد الذي ترتديه عادة فقط لتبقى في وظيفتها! لقمة العيش مرة، لكن ليست بالقدر الذي يدفع المرء إلى تجرع وتحمل مرارتها بالتخلي عن مبادئه من أجلها.
تقول فتاة - غير محجبة - أعلم أنني سأتعرض للمضايقة في عملي، ولن أحظى على ترقية أو حافز، فقط لأنني رفضت أن ألبس تنورة قصيرة ترتفع لما فوق الركبة، ولم أقبل أن أضع المكياج لأنني سأضطر إلى غسله إن حان وقت الصلاة، ولكنني واجهت مديري ورفضت طلبه الذي أجبر فيه كل فتيات المؤسسة عليه! وطبعاً لن تنال الترقية إلا من قصرت “التنورة”.
ياسمينة: هل تعلم وزارة العمل بهذه الشروط التي لا تشبه مجتمعنا ولا ديننا الإسلامي؟
* كاتبة بحرينية