العدد 5775
الثلاثاء 06 أغسطس 2024
banner
ترامب بين هنية وكامالا وفتاة “الأولمبياد”
الثلاثاء 06 أغسطس 2024

منذ محاولة اغتيال ترامب وتنازل بايدن عن “البيت الأبيض” وتسليم الراية لملكة القهقهة “كامالا هاريس”، منذ أشعلت أولمبياد باريس الرأي العام العربي بإخراج أبطال “العشاء الأخير” من لوحة دافنشي، ومنذ التشكيك في أنوثة بطلة الملاكمة الجزائرية بعد الإطاحة بمنافستها الإيطالية بالقاضية بعد 46 ثانية من انطلاق المباراة، منذ أن تحول المتحول وتمثل المثلي، وتداعى من تداعى، وتحرش من تحرش، اشتعلت ساحات الرأي العام بالقيل والقال، بالتآمر والتفاخر والأخذ بالثأر.

“هنية” يدخل باغتياله على خط النار، من الذي أطلق عليه الرصاص؟ ومن الذي يخترق من؟ هل تسلل المثليون إلى “الأولمبياد” بعد “العشاء الأخير”، تمامًا مثلما تسلل الإسرائيليون إلى إيران؟ هل أفلت “النظام” الأولمبي الصارم من قبضة “المفتشين الطارئين”، تمامًا مثلما أفلت القتلة وهم يتربصون بزعيم حماس؟ أم أن ترامب الذي وقع في شر أعماله عندما تساءل مع أصدقاء حملته الانتخابية إذا ما كانت نائبة الرئيس الأميركي مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا أفريقية أم هندية؟ ضربة بايدن القاصمة لم يتوقعها ترامب عندما ترك الجمل بما حمل لنائبته لكي تصفي حساباتها مع “الغضنفر” الأبيض صاحب المال والأعمال وما بينهما.

كل شيء أصبح متداخلاً حتى اللحظات الأخيرة التي اختلطت فيها جميع الأوراق، السياسيون والرياضيون والمثليون ورجال الدين والعاشقون للفن التشكيلي منذ “ليوناردو دافنشي” حتى الحرس الجديد للجداريات والبرديات والذين يحولون التراب إلى ذهب، والذهب إلى “نشارة خشب”.
ترامب لم يتوقع خروج بايدن من السباق الرئاسي، وحلفاؤه خدعوه عندما صوروا له الموقف بأن محاولة اغتياله ستأتي إليه بكرسي الرئاسة على طبق من ذهب، والمحللون السياسيون لم ينجحوا حتى اللحظة في ربط الرصاصة الطائشة التي أصابت أذن ترامب ولم تودِ بحياته، ودانة المدفع الثقيلة التي كسرت عظام إسماعيل هنية من أول محاولة.

ما أبشع المشهدين عندما يدفع الناس حياتهم ثمنًا لمواقفهم السياسية أو منافساتهم الرياضية، أو صراعاتهم العقائدية والفكرية، ما أكثر الذين نراهم اليوم من خلف الكواليس وهم يستعدون للنزال الأولمبي وفي كف كل منهم عمره الحقيقي ووزنه الطبيعي ونوع جنسه غير القابل للتأويل.

هي مفارقة أو مقاربة قد تكون في غير محلها، أو بعيدة كل البعد عن موطنها الأصلي، حيث الجميع يلعب خارج أرضه، بل وخارج بني جلدته، وبعيدًا عن عقيدته، وحيث ترامب ورصاصته الطائشة وكامالا هاريس وموطنها المتعدد، وبايدن وتنازله عن العرش، وبطلة الجزائر وقبضتها الحديدية، وإسماعيل هنية واختراقات الحرس الحديدي، كل ذلك لا ينبئ عن استقرار دولي وشيك، أو سلام أممي على أهبة الاستعداد، أو أمان في أي مكان.

البعض يحذر من السفر بالطائرات، أو التنزه قرب السواحل القابلة للزوال، أو الأراضي المعرضة لهجوم إسرائيلي في أي وقت ومن أي اتجاه.
النفط يتراجع مقتربًا من الانهيار، وأسواق المال تتبعه بعد التأكد من سوء الأحوال، واقتصاديات المنطقة تسأل عن ترامب وكامالا، أيهما أحق “بالبيت غير الأبيض”، وعن بطلة الجزائر ومنافستها الإيطالية وأيهما أجدر بالميدالية الذهبية، ثم إسماعيل هنية وخلفه “السنوار” الذي يأمل الجميع فيه بأنه خير خلف لخير سلف، والله وحده أعلم.

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .