العدد 5753
الإثنين 15 يوليو 2024
banner
يوم عاشوراء
الإثنين 15 يوليو 2024

مما يؤثر عن رسولنا الكريم (ص) قوله “من أحب حسينا أحبّ الله، وأنّ الحسين سبط من الأسباط”، ويذكر الرواة تعليقا على الحديث الشريف لا عجب أن ينسب السبط إلى النبيّ والدليل أنهما من ماء واحد. والموسم العاشورائي الذي يمارس في مملكة البحرين في كل عام يكاد يكون صورة فريدة من نوعها في العالم. فالمجالس الحسينية في كل مدن البحرين وقراها تحضرها كل الفئات، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية. وعاما بعد عام تحرص الوزارات والهيئات في مملكة البحرين على توفير كل الإمكانيات لإنجاح الموسم العاشورائيّ، ومن هنا ليس غريبا أنّ يخرج بصورة حضارية مثيرة للإعجاب.
إنّ روح التسامح في هذا الموسم العظيم هي السائدة، ذلك أنها ضرورة وطنية، إضافة إلى كونها مهمة دينية مقدسة، ومن اللافت أنّ تكريس هذه الروح ينهض به الخطباء والمثقفون والفضائيات، وعلى عاتق هؤلاء مهمة كبيرة في ترسيخ المفاهيم والقيم الإنسانية الجامعة. إنّ البيئة العاشورائية جاذبة للآلاف من الجماهير ومن كل الأطياف والاتجاهات الفكرية، لذا فإنّ الحرص على بث قيم المحبة والتلاحم سمة لا خلاف حولها. الجميع يسعى لإقامة صروح التعايش والتلاحم، وهذا النهج دأبت الأجيال السالفة على ترسيخه منذ عقود طويلة. والحفاظ على هذا النهج مسؤولية أجيال اليوم، ذلك أنّ عاشوراء مناسبة إسلامية إنسانية تجمع ولا تفرق. ونتذكر في هذا الصدد مقولة للعلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله مفادها أنّ الإمام الحسين سيبقى يمثل خطا ومنهجا وتجسيدا حيا للقيم الإسلامية والإنسانية في العزة والكرامة واستقامة المسيرة التي جعلها الله أمانة في أعناقنا. وللراحل الدكتور عبدالله العلايلي شهادة ناصعة على عظمة الإمام الحسين حيث يقول “لقد كشف الإمام الشهيد عن برنامجه وخطته التي دفعته للخروج، وكأنّما أراد أن يسجل على الباطل بطلانه، وأن يجعل للحق كوّة يرتفع منها صوته على الدوام”، فسلام علي الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا مع الشهداء.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية