العدد 5749
الخميس 11 يوليو 2024
التسامح سمة حضارية لمجتمع البحرين
الخميس 11 يوليو 2024

حفلت الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء الموقر بمناقشة العديد من القضايا التي تمس حياة الإنسان البحريني، وفي طليعتها التوجيهات الملكية السامية بتوفير كل السبل والإمكانيات لإنجاح موسم عاشوراء، ويأتي هذا التوجيه الكريم تأكيدا على حرص القيادة الحكيمة على ممارسة الفرد البحريني الشعائر، وهو ما دأبت عليه البحرين من جو الانفتاح والتسامح الذي أضحى سمة أصيلة ونهجا راسخا للبحرين منذ عقود بعيدة. ولعل اعتماد يومي التاسع والعاشر من محرم عطلة رسمية تأكيد على حرية ممارسة الشعائر الدينية ودلالة على أن المجتمع البحريني يعيش أجواء التعايش والتآخي بأبهى صورة.
وجاءت التوجيهات بوضع خطة عمل للمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وبالتحديد مدينتي المنامة والمحرق، لتعبر عن اهتمام المملكة بمكانة المدينتين التاريخية والحضارية. فالمنامة العاصمة تقترن في ذاكرة كل بحريني بوصفها المكان الذي شكل خزان الذكريات ومحطة لأفراحهم ومباهجهم، إذ كانت الملتقى الذي جسد الأحلام الصغيرة والكبيرة لكل بحريني ومن أقام على أرضها، ولا يغيب عن الذاكرة أن المنامة كانت قبلة تهوي إليها قوافل من الأشقاء الخليجيين لنهل العلم أو التجارة. كما شكلت مدينة المحرق منذ عقود سحيقة منارة للعلم بما تحفل به من منتديات ثقافية وأدبية. وهذه المدينة لا تزال تحتفظ بأصالتها على مر العصور، وبات تطويرها في هذا الوقت ضرورة حضارية بوصفها المدينة التي تأسست فيها المؤسسات الأولى للتعليم. وغني عن البيان أن الإنسان هو من يعيد للمدن بهاءها. ويأتي التأكيد من مجلس الوزراء الموقر على أهمية تنفيذ الخطط التي ترفع مستوى الأمن الغذائي وتدعم المنتج الوطني الذي يعد أحد دعائم التنمية في هذا العصر، وأن دعم المنتج الوطني يستلزم إصدار التشريعات وتذليل العقبات. إن وحدة أبناء البحرين وترابطهم كأسرة واحدة هدف يسعى إليه كل فرد، وهذا ما يتميز به مجتمع البحرين منذ مئات السنين وما تحرص عليه الأجيال المتعاقبة.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .