اندهشت من حالة القلق التي سيطرت على ملايين من مشجعي النادي الأهلي المصري وهو واحد من أكبر الأندية العربية والأفريقية بسبب توقعات من توصف بخبيرة الأبراج ليلى عبداللطيف بهزيمة ناديهم في مواجهته ضد نادي الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2024، حيث توقعت عدم تسجيل الأهلي أي هدف خلال مباراتي الذهاب والإياب وفوز الترجي.
كيف يمكن لملايين من البشر من فئات شتى من متعلمين ومثقفين وغيرهم أن يسلموا عقولهم لأمثال هؤلاء العرافين والمنجمين ويأخذوا تخميناتهم على محل الجد واليقين لدرجة تدفعهم للقلق وعمل مجموعات ضغط على صاحبة التوقع وحملات ضدها، وبالفعل أجبروها على التراجع والتأكيد على أنها لم تتطرق لهذه المواجهة الكروية، بل وأنها من المحبين للنادي الأهلي. الحقيقة هي أن الإعلام هو المسؤول الأول عن سيطرة هذا العبث على عقول الناس، حيث يجعل من هؤلاء نجوم حلقات وكبار ضيوف ويبرزون توقعاتهم ويصدرونها للشارع في قوالب إعلامية جاذبة، وكأنها مبنية على أسس علمية ودراسات ميدانية ومستقبلية، ويحاولون الربط بين توقعات عامة قيلت وأحداث محددة وقعت بعد ذلك. فمخاوف جماهير الأهلي على سبيل المثال تزامنت مع ربط الإعلام بين حادث مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث تحطم مروحية وتوقعات سابقة لهذه السيدة قبل بدء عام 2024، بوقوع حادثة طائرة تشغل العالم ولن ينجو منها أحد خلال الأشهر الأولى من 2024م، وهو تخمين عام وفضفاض في مجال وارد بشدة حدوثه وهو الطيران. أما بخصوص توقعاتها الكروية فقد خابت، وفاز النادي الأهلي بالمباراة النهائية التي أقيمت على أرضه ضد فريق الترجي، وتوج بلقب بطل دوري أبطال أفريقيا، ليحرج خبيرة الأبراج ويدفع البعض لاستعراض سلسلة توقعاتها غير الصحيحة "فشنك" ومنها توقعها بفوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الأميركية عام 2016، حيث فاز دونالد ترامب بالرئاسة، وتوقعها بفوز جان عبيد برئاسة لبنان، فكانت إصابته بفيروس كورونا ووفاته في بدايات العام الذي توقعت أن يبتسم له وهو عام 2021.