العدد 5703
الأحد 26 مايو 2024
banner
من نصدق؟ موضوع محير!
الأحد 26 مايو 2024

مع تقدم التقنية وتحديدا الذكاء الاصطناعي بكل أوجه استخداماته، خصوصا ما يتعلق بخاصية الاستخدام على منصات التواصل الاجتماعي، يزداد المستخدمون لها انبهارا ودهشة وإعجابا وذهولا بسبب ما يرونه بأعينهم من إعجاز يفوق ما كانوا يطالعونه في الأفلام ويقرأون عنه في الروايات والقصص وما يندرج تحت تصنيف الخيال العلمي، لكن مع كل هذا باتت مساحة المصداقية تتقلص بشكل واضح واعتمادية ما يقرأه أو ما يشاهده تصبح محل شك كبير. وبالتالي يمكن القول وبثقة كبيرة إن التقنية الحديثة زادت من هوة الشك وكبرت انعدام الثقة فيما يتم تناقله من أخبار وأحداث، وذلك بعد انتشار وسائل الخداع العميق التي تسمح بإنتاج مقاطع مصورة وصوتية بوجوه وأصوات مزيفة تماما، لكنها مطابقة للحقيقة تماما أيضا.. شيء مرعب ومخيف.
قدرة التقنية الحديثة على التزوير والتزييف في الصوت والصورة باتت مسألة مريبة تهدف إلى زعزعة الرأي العام والتأثير عليه في العديد من المواضيع المهمة والمواضيع التافهة في نفس الوقت. العجيب أن مصداقية الأخبار في أيام الصحف الورقية ونشرات الأخبار التلفزيونية كانت أكبر بكثير قبل دخول التقنية الحديثة وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد الإعلامي. انعدام الثقة بعد موجات من الشك في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة الناس وخصوصا الأجيال الجديدة منهم مسألة تمثل تحديا أساسيا للمنصات بمختلف أنواعها وعلى ما يبدو أن مع توغل وتوحش تقنية الذكاء الاصطناعي وسطوته ستصبح له اليد العليا والتحكم، وهذا سيجعل المادة موجهة تماما ولا يمكن وصفها بالمستقلة ولا الموضوعية. الثقة في التقنية الحديثة تمنحها الزخم المطلوب لتوسيع قاعدة الاستخدام والعملاء، بدون ذلك الأمر المهم والحساس ستبقى هذه التقنية الحديثة أسيرة الخوف والقلق والشك والريبة مهما كانت وعودها وردية بمغامرات مذهلة تخطف الألباب.

*كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية