العدد 5703
الأحد 26 مايو 2024
banner
فرضيات ونظريات حيال مصرع رئيسي
الأحد 26 مايو 2024

إلى أن يصدر التقرير الرسمي الإيراني النهائي الذي يجري العمل عليه حتى الآن، فإن الكثير من الفرضيات يمكن افتراضها وطرحها حول ملابسات سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والتي أدت إلى مقتله مع كل أعضاء الوفد المرافق، وأبرزهم إضافة إليه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. فمما لا شك فيه أن هذه الحادثة تكتنفها الكثير من الأسئلة التي طرحت نفسها، منذ بداية الإعلان عنها، وصولا إلى العثور على حطام الطائرة، والنتيجة التي حسمت مصرع الرئيس الإيراني، ومن كان معه نتيجة تحطم هذه المروحية.
الفرضية الأولى، هي أن الطائرة قد تكون سقطت بفعل عطل أو تأثير العوامل الخارجية العائدة إلى سوء الأحوال الجوية التي كانت تسيطر على المنطقة، وبسبب تقادم معدات الطائرة التي كانت قد اشترتها إيران، وهي طائرة “بيل 212”، قبل الثورة التي شهدتها إيران عام 1979، وفي الوقت عينه عدم تحديث الطائرة وصيانتها بقطع الغيار المناسبة بسبب عدم توافرها لدى إيران المحاصرة بالعقوبات الأميركية والغربية. الفرضية الثانية، هي فرضية التدخل الخارجي، من قبل أطراف أرادت إسقاط الطائرة، خصوصا أن المنطقة التي كانت تحلق فيها المروحية، قد تكون تحتوي على قواعد، أو مراكز وجود أمني لقوى على عداوة مع إيران، وسبق أن نُفذت عمليات أمنية في إيران انطلقت من هذه المناطق، عبر حوادث متعددة في الداخل الإيراني وأكثر من مرة. علما أن إيران كانت قد دخلت في حروب ومواجهات عسكرية في المدة الأخيرة اتصلت بالقصف الإسرائيلي لمبنى قنصليتها في دمشق، وما تبع ذلك من ردود وردود مضادة استهدفت إسرائيل ومن ثم أصفهان. أما الفرضية الأخيرة، فقد يكون السقوط نتيجة بداية موجة تصفيات وانفجار صراعات داخلية وتصفية للرئيس الإيراني نتيجة هذه الصراعات الداخلية على المراكز القيادية مستقبلا في إيران. 

وقد برزت في هذا المجال المعلومات التي تحدثت عن أن الرئيس المغدور إبراهيم رئيسي كان من أبرز المرشحين لخلافة المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي.
من هنا، فإن كل الأنظار هي الآن باتجاه نتائج التحقيق النهائية، والذي تجريه السلطات الإيرانية، خصوصا أن التقرير الأولي للجيش الإيراني تحدث عن اصطدام الطائرة بمرتفع أدى إلى اشتعال النيران فيها ولم يحدد سبب الاصطدام.
من هنا فإن النتائج النهائية للتحقيق الرسمي قد تلعب دورا رئيسيا في تحديد ملابسات هذا الحادث وأسباب هذه الكارثة التي أصابت إيران ورئيس جمهوريتها تحديدا.
أية فرضية من الفرضيات هي الأقرب إلى واقع الحادثة التي أصابت إيران في قلب سلطتها الحاكمة؟
الأيام المقبلة وحدها كفيلة بتحديد الجواب، والذي لابد من انتظاره.

كاتب وأستاذ جامعي من لبنان

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية