المسجد هو مكان العبادة والتقرب من ربّ البرايا بالصلاة والدعاء والتسبيح والاستغفار، ولكي يُصبح مُهيئاً لإقامة الشعائر التعبدية والفعاليات الدينية الأخرى؛ يحتاج حين بنائه إلى هندسة متقنة ترتكز في مجملها على مكونات رئيسة، مثالاً لا حصراً المِنبر والمحراب اللذان يُخصصان لإلقاء الخطبة وأداء الصلاة، والمئذنة للإعلام بوقت الصلاة، والقبة بشكلها الفريد، وكذلك الصحن والرّواق والميضأة، حيث يسمح الأول بالتهوية إلى داخله فيما يُخصّص الثاني لتدارس القرآن وعلومه، والأخير مُكَوِنٌ في جميع المساجد. كما هناك المداخل الانسيابية لكبار السنّ والمعاقين، وخزانات الماء ومبرداته، وآلات تنظيف السجاد، وأجهزة التكييف والسخانات، وكراسي المسنين والمرضى، ولوحة الإعلانات والفتاوى، علاوة على ساعة المواقيت الحائطية وجهاز قاتل الحشرات وغيره. جُلّ تلك المكونات، هي اليوم في عوز (شديد) للمتابعة الحثيثة والصيانة الدورية والنظافة الدائمة من الجميع – سواء جهات رسمية أو أهلية - بعد أنْ كثُرت احتياجاته وتعدّدت مطالبه بناء على ما للمسجد من حقوق، ولرواده من آداب؛ تجعله أكثر رونقاً يسر الناظرين في بنائه ومظهره، وجمالاً يُعجب المُشاهدين في هندسته وتصميمه، بل والعناية به معنوياً في ناحية استثماره لتوعية النشء بأهميته وخدمته منذ نعومة أظفارهم على قدسية دوره وعِظم شرفه ووجوب احترامه حيث لا غرابة أنْ ترى المُصلين يقطعون المسافات بحثاً عن المسجد النظيف المُفعم بروح الخشوع وعبق الطمأنينة.

نافلة:
الشيخ علي بن حمّاد آل محارة من العلماء الأجلاء ومن النجوم اللامعة في الفقاهة والأدب والشعر والتاريخ الذين أنجبتهم هذه الأرض واتصفوا بالزهد والتقوى حتى أفاضوا بغزير علمهم الدّين الحنيف وأَثْرَوا بعميق ثقافتهم الغنية تُراثهم العريق.

هذا العالم الجليل الذي دُفن في قرية باربار – شمال غرب البحرين – وشُيّد على قبره الشريف مسجد كبير يتسع لأكثر من (500) مصل يحمل اسمه حتى أضحى معلماً إسلامياً معروفاً يغصّ بالزائرين في المناسبات الدينية المختلفة؛ هو اليوم يحتاج إلى المتابعة الدورية من لجنة شؤون المساجد والمآتم في إدارة الأوقاف الجعفرية للوقوف على احتياجاته ورصد متطلباته الضرورية من أجل أنْ يؤدي رسالته الدينية والاجتماعية في خدمة ضيوف الرحمن، وفي مقدتها تخصيص أرض لسيارات المُصلين والزائرين وتضليل مداخله الخارجية وصيانة سقفه الخارجي المتهالك وأجهزة تكييفه المعطلة، إضافة إلى توفير مكانس كهربائية ومُبردات ماء ذات جودة وتحمّل عاليتين.

كاتب وأكاديمي بحريني