العدد 5667
السبت 20 أبريل 2024
banner
الاقتصاد البرتقالي والفنون التشكيلية (1)
السبت 20 أبريل 2024

يعرف الاقتصاد البرتقالي أو الاقتصاد الإبداعي بأنه النموذج الإنتاجي الذي يعطي السلع والخدمات ذات الطابع الفكري قيمة مالية بحيث تحول الأفكار والخبرات ومنتجاتها إلى مخرجات ملك مبتكرها أو مبدعها. أي إن الاقتصاد البرتقالي هو كل أنشطة الأعمال ذات الصبغة الابتكارية الإبداعية والاختراعية التي تنطوي على الأبعاد الثقافية والبحثية والعلمية والتكنولوجية لهذا يسمى الاقتصاد البرتقالي بالاقتصاد الإبداعي وفقاً لليونسكو UNESCO منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والتي أنشئت في نوفمبر (1945م) والتي قدرت أن هذا النوع من الاقتصاد يستحوذ حالياً على نحو (3 %) من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) العالمي ويوفر زهاء ثلاثين مليون فرصة عمل على مستوى العالم، مسترشدين في عملهم بأفكار وابداعات أو ما يعرفون بالمبدعين والمبتكرين، ومخرجاتهم عبارة عن منتجات أحادية فردية وليست مخرجات إنتاج بكميات ضخمة، وبعمليات رقمية.
وأتت تسمية “الاقتصاد البرتقالي” انبثاقا من الموروث التقليدي الذي يعتبر اللون البرتقالي هو لون الإبداع والابتكار، وهو مركز صناعة الثقافة والفنون عموماً والفنون التشكيلية تحديدا، على الرغم من نمو تأثير التكنولوجيا تأثير واضح بمرور الوقت ما أنتج عنه قطاعات أخرى كقطاع الاتصالات، والانسان الآلي أو الروباتات، والترميز أو الكودنج لتحويل معلومة كالحرف أو الكلمة إلى شكل أو علامة، وصناعة أو إنشاء المحتوى والمساهمة في نشر المعلومات عن طريق وسائط مختلفة خصوصاً وسائط الإعلام الرقمي، وهنا تتحول هذه الافكار إلى سلع وخدمات وأصبح يعرف بالاقتصاد البرتقالي قبال الاقتصاد التقليدية السائد.    
ومع أتمتة الكثير من العمليات التي كانت تتم وتنتج بكثافة عمل يدوية أصبحت الآلات والمكائن تقوم مقام هذه العمالة اليدوية فقد بدا جلياً تأثر الاقتصاد عموماً بالمواهب والثقافة والعمل التخيلي والقدرات الابداعية كالشعر والرسم،  وغدا الاقتصاد البرتقالي قطاعا مزدهرا وأصبح مصدرا من مصادر خلق الثروات ونموها. ويمكننا عرض بعض الأفكار التي بإمكانها أن تتحول إلى مكونات من عناصر الاقتصاد البرتقالي وهي أربعة: أولاً- الفنون منها الفنون التشكيلية البحرينية مثالاً، وثانياً – الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وثالثاً - صناعة الغذاء والطهي، ورابعاً وأخيرا، والترميز Coding المشار إليها أعلاه. ونكمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .