أحسنت صحيفة الإندبندنت البريطانية في التعبير عن وصول حالة الاستياء والحزن مما يحدث في غزة عندما خرجت بمانشيت " كفى" مع صورة لطفلة فلسطينية وسط ركام يعكس ما أحدثته الحرب الإسرائيلية من تدمير لكل شي قابل للحياة في غزة، وكأنها تتساءل عن أي مستقبل لعشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال بعد هذه الحرب وقد باتوا بلا مأوى وبلا أهل وبلا أمل.
وجهت الصحيفة صرخة للعالم الصامت على ما يجري في غزة، وعن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، ولا يغضب أو نجد له صوتًا وإن كان منخفضًا بلا تأثير ولا ضجيج عندنا يتعلق الأمر بمقتل عدد من عمال الإغاثة الدوليين.
الرسالة الأساسية هي أنه لم يعد هناك وقت للكلام والتصريحات بل وقت العمل والتحرك من قبل الغرب والعالم أجمع للقيام بكل ما يلزم لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها وتوقفها.
كفي للحرب، قالها في شهر ديسمبر 2023 مندوبو مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اثناء زيارة لهم لمصر وحديثهم عن معاناة لا يمكن تصورها في غزة، حيث حملوا رسالة للدول التي تعارض وقف إطلاق النار في غزة، وهي “كفى”.
وفي مارس الماضي أطلق بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول نداء إنسانيًا من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وحتى يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ويتمكن الفلسطينيون من الحصول على المساعدات، وقال:"إن آلاف القتلى والجرحى والنازحين والدمار الهائل جميع هذه الأمور تسبب الألم. أسأل نفسي هل نعتقد حقا أننا نستطيع بناء عالم أفضل بهذه الطريقة، هل نعتقد حقا أننا نستطيع أن نحقق السلام؟ كفى من فضلكم! لنقل جميعا كفى، من فضلكم! توقّفوا!".
بل هناك أصوات إسرائيلية ترفع ذات الشعار "كفي" للحرب، ومن بينها مطالبة الكاتبة الإسرائيلية أورلي أزولاي التي عنونت مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" في شهر ديسمبر الماضي بـ"كفى يعني كفى" قائلة :"إن الحرب تخاض كي يأتي الأمل: تسوية وسلام، أو هدنة، أو هدوء. ولا تخاض لأجل تعظيم الإحساس بأن كل شيء كان عبثا".