+A
A-

اللنجاوي: روبوت الذكاء الاصطناعي لن يستطيع توقع تقلبات السوق المالية

روبوتات التداول والمعروفة باسم “التداول الآلي أو التداول الخوارزمي”، والتي تعد أحد أشكال الذكاء الاصطناعي المتواجدة في الأسواق المالية، تطبق فيها البرامج المطورة لتحليل البيانات، مثل حركة الأسعار واتجاه السوق، ويستطيع الشخص من خلالها إتمام الصفقات وفقا للقواعد المدرجة والمحددة، إذ تعمل بأقل قدر للتدخل البشري، والعمل على مدار الساعة، إذ إنها تعمل خلال المراقبة الدقيقة لحجم السوق ومراقبة المتغيرات باستمرار، و محددة في وقت البيع والشراء، والاستناد للمؤشرات الفنية مثل مؤشرات القوة النسبية والمتوسطات المتحركة. وأصبح استخدامها شائعًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يمكنها توفير قرارات تداول أسرع وأكثر دقة رغم وجود المخاطر التي تتعرض لها روبوتات التداول أيضًا لأخطاء أو أعطال، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، مثل تأثرها بظروف السوق التي لم يتم احتسابها في الخوارزميات، مما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
 ومن ناحية الأخرى يمكن أن تكون عملية التداول اليدوية مخاطر الاستثمار فيها متصلة عاطفياً بشخصية المتداول، الذي قد يأخذ القرارات الغير سليمة، ويتهور في بعض الأحيان مما يكلفه خسارة رأس ماله كاملًا أو عدم معرفته بعملية التحليل أو يكون ليس لديه المقدرة بإدارة رأس المال.
وفي هذا السياق، أكد أحد المتداولين، محمد اللنجاوي، أن هناك خطر كبير إذا لم يتم توفير ضوابط كافية لروبوت التداول مما قد يؤدي إلى الخسارة، مشيرا إلى أنه لن يتمكن رأس مالك وروبوت الذكاء الاصطناعي من توقع أي تأثير من الأخبار أو الوضع الاقتصادي الذي قد يسبب تقلبات في السوق. 
وأضاف، يفضل في هذه المرحلة للتداول أن تكون يدوية من دون تشغيل عملية التداول الآلي عبر روبوت التداول، إلا في حال إضافة الخاصيات المناسبة للمتداول، وإنشاء روبوت خاص به ليقوم بعمليات التداول وفقاً للشروط الموضوعة له من خلال الشخص نفسه، لافتًا إلى أن على جميع المبتدئين البدء بحساب تجريبي وتحديد هدف الربح بنسبة 1 % مقابل المخاطرة بنسبة 1 %. 
وأوضح أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للمتداول استخدامها، وإضافة مقدار المبلغ الذي ممكن خسارته دون أي تأثير على حياة المتداول الشخصية إذ يمكن أن يصبح التداول عاطفيًا، ويجب أن يكون الشخص قادرًا على التحكم في عواطفه في حالة الخسارة أو الربح، والالتزام بالاستراتيجية الموضوعة بناء على التحليل المالي الخاص وينصح بالبدء بمبلغ صغير يصل إلى 100 دولار.
وحول تجارة العملات، بيّن اللنجاوي أنها موجودة منذ 500 عام مضت، وقد تم استخدامها ليكون المتداول قادرًا على إعطاء قيمة للمجتمع النقدي، لكن حاليًا، يستخدم المتداولون والمستثمرون والمواطنون العاديون هذا النظام للسفر أو تحقيق الربح، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي أصبح التداول بمثابة وسيلة سريعة لكسب المال، ولكن الأمر ليس كذلك، فكما تظهر الوقائع والأبحاث، لكي المتداول ناجحاً عليه أن يجتاز عامين من الخبرة حتى يتمكن من كسب لقمة العيش منه، والتعلم من المتداولين أو العمل مع الوسطاء حيث يتم بذل العناية الواجبة من أجل امتثالهم للمعايير الأخلاقية كما هو الحال في سوق التداول إذ أن هناك العديد من عمليات الاحتيال.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تمتلك أعلى نسبة من المتداولين في الخليج وتليها سلطنة عُمان، ومن ثم الكويت ثالثا، وفي البحرين يتم كسب اهتمام الشباب بالتداول كوسيلة للحصول على دخل ثانٍ، ناصحًا الشباب المقبلين على التداول البدء في التعلم بقدر المستطاع، وكسب مهارة إدارة رأس المال وتجنب المخاطر، ومهارة القدرة على السيطرة على العواطف وعدم الانفعال في اتخاذ القرارات الخاطئة أثناء التداول، والالتزام بالإستراتيجية التي يقوم المتداول بتحليلها لمعرفة الخسارة قبل الفوز، كما يجب الاستثمار بالتعلم حتى يصبح المبتدئ متداولًا ليتمكن من تحقيق النجاح.