+A
A-

رئيس "الخليج للأبحاث": العملية العسكرية "لحفظ ماء وجه إيران".. وطهران قلقة من التصعيد

شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر عبر مسيرات وصواريخ ضد إسرائيل، بعد عقود من تبادل الأدوار في حروب ظل يشنها الجانبان، جوا وبرا وبحرا وسيبرانيا.

ويبدو أن  هذا التحول اللافت من "حروب الظل" عبر وكلاء إيران بالمنطقة إلى المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب ستفتح الأبواب لتصعيد كبير بالمنطقة، متوقعين ألا تتجه إسرائيل لتصعيد مباشر مماثل، والعودة لمسارها الأول عبر "حروب الظل".

وتعليقاً على تسارع الاحداث، قال مؤسس ورئيس "مركز الخليج للأبحاث" عبدالعزيز صقر،  في تصريح، انه بالرغم من العملية العسكرية التي شنتها إيران ضد إسرائيل تزيد مخاطر التصعيد ونشوب مواجهة إقليمية واسعة، إلا أن جميع المؤشرات تظهر أن هدفها كان "حفظ ماء وجه إيران" بعد قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من قيادات الحرس الثوري.

وأضاف، أن المؤشر الأهم هو حرص إيران على تحديد موعد دقيق لإطلاق الهجمات بهدف تمكين الدفاعات الجوية الاسرائيلية من التصدي لها دون أن تحدث أي خسائر تتسبب في رد فعل إسرائيلي أمريكي مدمر لإيران، فتحديد إيران موعد وربما مسار الهجمات مكن اسرائيل بدعم أمريكي وبريطاني وفرنسي من إسقاط غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة خارج مجالها الجوي.

وبين مؤسس ورئيس "مركز الخليج للأبحاث"، ان ما يؤكد ان هدف الهجمات هو لحفظ ماء الوجه وليس إلحاق ضرر، فقد أطلقت إيران 185 طائرة مسيرة و133 صاروخ كانت نتيجتها إصابة فتاة بجروح طفيفة، إضافة إلى أضرار محدودة بمنشأة عسكرية.

وقال ان ما يثير الاستغراب هو وصف رئيس هيئة الأركان الايرانية محمد باقري الهجمات بأنها "تحذيرية"، فالتحذير يكون في العادة بهدف منع الخصم من القيام بعمل محتمل، إلا أن الهجمات جاءت كرد فعل على تدمير إسرائيل للقنصلية الايرانية في دمشق وقتل سبعة من قيادات الحرس الثوري في سوريا.

وأضاف، "الهجوم ورغم محدوديته وضآلة أثره يمثل تطورا نوعيا في الترتيبات الأمنية"، فهو أول هجوم نظامي ضد إسرائيل منذ إطلاق صدام حسين صواريخه باتجاه اسرائيل أثناء حرب تحرير الكويت، وستعمل إسرائيل على استثماره للحصول على دعم غربي عسكري ومالي واسع وسيخدمها في تخفيف الانتقادات التي تعرضت لها بسبب عدوانها على غزة.

وبين ان هناك قلق إيراني من التصعيد بعد مسارعة مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إلى إعلان انتهاء العملية العسكرية بعد ساعات قليلة من بدئها وهو ما يدل ضمنياً على قلق إيراني من التصعيد، إلا أن الهجمات بالنسبة لإسرائيل لاتزال قائمة فهي لن تسمح  بهذا التطور الخطير باستهدافها مباشرة من الأراضي الإيرانية وستنظر في خيارات متعددة من بينها، الرد المباشر وهذا مستبعد بعد تدخل واشنطن خشية من حرب إقليمية شاملة، او استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق إضافة إلى قواعد حزب الله في جنوب لبنان.

وبين ان استهداف قيادات الحرس الثوري داخل وخارج إيران "عمليات استخباراتية" إضافة إلى عمليات تخريب للمنشآت الحيوية الإيرانية وهذا هو ربما الاحتمال الأقرب، كما لا يستبعد التخطيط لاستهدف المنشآت النووية الإيرانية مستقبلاً.

ونبه صقر، ان إيران لن تتوقف عن التوظيف الإعلامي للعملية العسكرية في تحقيق مكاسب إعلامية، فالتأثير على الرأي العام يمثل هدفاً استراتيجياً لطهران وستستخدم المنصات التابعة لها في الوطن العربي للترويج لقدرات إيران العسكرية، ولذلك من المهم على وسائل الإعلام العربية التنبه لهذا وعدم الوقوع في الفخ والتورط في الترويج لمكاسب إيرانية متوهمة.