العدد 5653
السبت 06 أبريل 2024
banner
بُكاء اليتيم يوم العيد!
السبت 06 أبريل 2024


يُنقل عن أعظم الخلق وأشرفهم (ص)، أنّه رأى أطفالًا يلعبون ويضحكون أثناء خروجه لأداء صلاة العيد، وكان بينهم طفل يبكي بثياب رثة ومُمزقة، فاقترب منه (ص) وسأله: مالكَ تبكي يا بُنيَ ولا تلعب معهم؟ فأجابه الطفل دون أنْ يعرف مَنْ هذا الرجل: لقد قُتل والديْ في إحدى المعارك، ومن بعده تزوجت أمّي ولم يعُد لي مأكل ولا ملبس ولا مأوى، وعندما وجدت الأطفال يلعبون وعليهم ثياب جديدة؛ تجدّد الحزن في داخلي. فسأله (ص): وهل ترضى أنْ أكونَ لك أباً، وفاطمة (ع) أُختًاً، وعلي (ع) عمّاً، وولدايَ الحسن والحسين (ع) أخوين؟ ففهم الصبي أنّه يتحدث مع النبي (ص) فقال: وكيف لا أرضى بذلك! فأخذه (ص) إلى بيته وألبسه وأطعمه وأدخل السرور إلى قلبه. يعُدُ هذا العمل بفعله أو تقريره في العقائد السماوية مُجتمعة – وبالأخصّ الإسلام – من أفضل الأعمال التي يترتب عليها الأجر العظيم في تعويض العطف والحنان المفقود، ويُواليها الرّقي السّامي في جبر مكسوري الخواطر ومحزوني القلوب بعد أنْ يكون كُلّ المُجتمع مسؤولاً عنهم في سدّ احتياجاتهم وإشباع رغباتهم وسيادة الودّ بينهم وتعميم المُحبّة حولهم، وإبعاد الحقد والكراهية والقهر عنهم بالرعاية الحقّة والتربية الفاضلة التي يتحمل فيها المسؤولية ويقوم عليها بصُنوف التعليم والتطبيب والنفقة والمُرافقة والمُخالطة وتفادي الاعتلال والانفصال والانعزال في سبيل توفير الحياة الكريمة وتمهيد التنشئة السوية وتأمين الاحتياج المُتنوع في أجواء صائبة تقوم على العدالة المجتمعية وتحقيق الترابط الرصين بين أفراد المجتمع.

نافلة: 
مُتطلبات اليتيم – وهو الطفل الذي فقد أحد والديه أو كليهما في عمر ما دون الثامنة عشر وفق اليونسيف – تبرز أكثر إلحاحاً في حالات الاحتضان والإيواء بما يُلبي حاجاته الأساسية من الطعام والشراب والمسكن والملبس، وكذا التعليم والتدريب الذي يستلزمه في تسليح نفسه بالعلوم والمعارف، وبالرعاية الصحية أيضاً التي تضمن له العلاج والتحصين، إلى جانب حمايته من مخاطر العنف والانتهاك والتعدّي. وهو ما حَفِلَتْ به بئتنا المحلية بواقعية بعد أنْ شكلّت منظماتها الخيرية – الرسمية والأهلية - "طوق النجاة" الذي استنهضت به الجهود لرعاية هذه الفئة المجتمعية العزيزة على مدار العام، وتكاثُفها في المناسبات والمواسم والأعياد الدينية من خلال تقديمها خدمات الإرشاد والبحث والدعم الاجتماعي والمالي والإسكاني تحت مُسميات وعناوين مختلفة - على مستوى الفرد والأسرة - ككسوة العيد والعيدية والحقيبة المدرسية ودعم العمليات الجراحية والعلاجات الطبية والتكفل الأكاديمي و...إلخ.

كاتب وأكاديمي بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .