العدد 5652
الجمعة 05 أبريل 2024
banner
كيف أجرؤ على نقد أدونيس؟
الجمعة 05 أبريل 2024

كثيرة هي تنظيرات الشاعر أدونيس الذي يصفه البعض بعتمة الغرور والنرجسية، وأذكر أنني التقيت به في فرنسا، وعندما اقتربت منه مع أحد الأصدقاء للسلام عليه شعرنا بأن ليس هناك أي مجال للعواطف والتودد، فكل تصرفاته كانت توحي برفضه جو الألفة والسلام على الغرباء، وفي حوار له في إحدى المجلات يقول في طليعته: أعتقد أنني أنجزت ما لم ينجز شاعر عربي حديث. أنا نرجسي هذا الزمان العربي وبجميع المعاني. وهو يرى أنه لم يفهم ولم يدرس لأنه يختلف عن أي شاعر وشعر آخر. ومعظم شعراء العربية مندرجون من عالم من المعايير يمكن الدخول إليه بسهولة، لهذا فإن نقدهم أكثر سهولة، أما النقد الشعري فيحتاج إلى ابتكار مفهومات جديدة واستخدام أدوات نقدية جديدة، واعتماد وسائل جديدة لاكتشاف هذه العلاقات القائمة بين لغتي الشعرية والأشياء التي أتحدث عنها. وأعتقد أن د. زكي نجيب محفوظ في دراسته المهمة عن أغاني معيار الدمشقي لمس هذه المسألة وجسد موقفه بحيرته إزاء شعرية المجموعة. كيف يمسك بها؟ كيف يدخل إليها؟ كيف يقومها؟
وعدد الشاعر نقاط ضعفه فكان منها: إنني لا أجرؤ حتى الآن على أن أقول شعريا في قصيدة تنشر ما أقوله بيني وبين نفسي، وأحاول أن أتصور آخر أكتب له، وهذا يقودني إلى تنازلات فنية، يخيل إلي أنني لم أعد قادرا على كتابة أي شيء، لا الشعر وحده، بل النثر أيضا.. دائما أشعر أنني أنزل درجة عما كنته.
ويلاحظ أن أدونيس يتهرب عن الجواب كلما طلب إليه ذكر أسماء شعراء مبدعين آخرين وأسماء شعراء شباب سعد بقراءتهم.
كيف أجرؤ على نقد أدونيس.. فالكتابة ضده مثل الشفرة الحادة، قد يقول لي أحد هذا الكلام، لكنني لا أنتقد شعره الذي يشبه العذراء الفاتنة، بل أنتقد معاملته مع البعض الذين يعتبرهم كالبالونة يثقبهم بوخزة إبرة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .