العدد 5651
الخميس 04 أبريل 2024
banner
قضية مهمة غائبة عن الإعلام المحلي والعربي
الخميس 04 أبريل 2024

تم اختيار جملة “هنا البحرين 2024” شعارا للمنامة عاصمة الإعلام العربي، وتتوسط الشعار في الأعلى صورة لميكرفون، وذلك لما يمثله الميكرفون من رمزية تجسد استخداماته في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبل أيام كنت أتحدث مع رئيس التحرير الأخ العزيز مؤنس المردي عن قضية غاية في الأهمية ربما تكون غائبة عن الإعلام المحلي والعربي، وهي انحسار برامج الأطفال في الإذاعة، بحيث لم نعد نرى التفاعل الحقيقي بين الطفل والإذاعة وهذا لا يحتاج إلى بيان، فسيطرة الفضائيات التي أصبحت جزءا من حياتنا، ولم تعد وسيلة تسلية فقط بل باتت مصدرا للكثير من المعلومات، ودخول وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وغيرها من البرامج، إلا أن هذا لا يعني إلغاء دور البرامج الإذاعية المخصصة للطفل التي كانت تسهم إسهاما ملموسا في نضوج شخصية الطفل وتطوير قدراته الذهنية، معتمدا على حواسه في كسب المعلومات للمواد المحيطة به.
في السابق كانت الإذاعات العربية تخصص فقرات لسرد قصص للأطفال، ويعتبر علماء النفس والتربية القصة المسموعة أكثر الطرق التعليمية ملاءمة وأدقها انسجاما وأبعدها أثرا في نفسية الطفل وقدراته الإدراكية لتغذيته بالثقافة والعلوم، وتبدأ كعنصر تعليمي مهم عند بزوغ اللغة لدى الطفل فيميل إلى سماعها، لكن اليوم أصبح الاعتماد فقط على الصوت والصورة وكلنا يعلم نوعية الأعمال الهابطة التي تقدم للطفل في الفضائيات العربية، وفداحة لغتها الركيكة غير المنقحة والمشكلة، ناهيك عن اعتمادها على العنف وهذا يربي حالة العنف بين الأطفال.
لذلك، نتمنى أن تتبنى أية جهة والمنامة عاصمة للإعلام العربي، تنظيم ندوة موسعة بمشاركة الخبراء، تجمع فيها البيانات والاستنتاجات، وتبين مدى تأثير الإذاعة على الأطفال بمختلف الأعمار والمستويات الدراسية، فصدقوني لا تزال الإذاعة موجودة في جميع الأوساط وتفرض هيبتها في شتى نواحي الحياة.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .