العدد 5650
الأربعاء 03 أبريل 2024
banner
الأدب لا تعوقه الحواجز والحدود
الأربعاء 03 أبريل 2024

من أركان الملامح الفكرية للشخصية الأدبية العربية، التأثر بالأدب العالمي بتعدد مستوياته وتنوع الأشكال والتجارب التي قدمها أدباء الغرب، خصوصا في مرحلة الخمسينات والستينات التي تعتبر مرحلة التأثر والتأثير، والتي شكلت حجر الزاوية في منهج العديد من الكتاب والأدباء بما فيهم كتابنا البحرينيون الذين عاشوا في بوتقة تسمى “الروح العالمية”، فمن يطلع على تجاربهم في تلك الفترة سيكتشف تأثرهم بالتيارات الأدبية العالمية وتعدد الصفقات وتنوع الأغراض والآفاق، فمنهم من كان متعصبا للشاعر رامبو وماياكوفسكي، ومنهم من كان ينظر إلى فرانز كافكا بالحقيقة الساطعة، ومنهم من قصر اهتمامه على الفلسفة الوجودية، ومنهم من نام في محراب فاسيلي اكسيونوف.
كان القاص محمد شكري يعتبر ديكارت وهيغل وسارتر وفرويد ويونغ وإدلر آباءه الفكريين، وأن أهم الكتب في نظره دون كيشوت لسيرفانتيس، ورأس المال لكارل ماركس، والوجود والعدم لسارتر، وتفسير الأحلام لفرويد، واللامنتمي لكولن ويلسن، وقصائد بودلير ورامبو، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري والكوميديا الإلهية لدانتي، وأوليسيز لجيمس جويس. والشاعر أمين نخلة يعتبر قدوته الفكرية في الأدب العربي الكلاسيكي الشاعر المتنبي وعمر ابن أبي ربيعة والشريف الرضي، وأبا نواس والبحتري، وابن الرومي والكاتب ابن المقفع والجاحظ.
ثم يضيف بأنه تأثر بشكسبير وفرجيل، وراسين، ولا مارتن، وأوسكار وايلد، وبول فاليري، وألفونس دوديه، وشارل وليام موريس، ومونتين، وفولتير وأندريه جيد.
وهكذا لا نجد أديبا أو كاتبا أو شاعرا عربيا إلا وقد تجاوب مع الأدب العالمي وحتى  الإقليمي بأحلى صور وأنصح أسلوب، تأكيدا على أن عالمنا الضيق ما هو إلا كتلة واحدة، ومن السهولة انتقال التيارات الأدبية والفكرية من بلد إلى آخر بفعل الترجمة، كما أن الأدب والفكر لا تعيقه الحواجز والحدود.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية