العدد 5642
الثلاثاء 26 مارس 2024
banner
هل يتم استخدام كلمة الابتكار بالشكل الخاطئ؟
الثلاثاء 26 مارس 2024

عالم الأعمال سريع جدا، أصبح مصطلح "الابتكار" يُستخدم بكثرة في المناقشات والعروض التقديمية، وبشكل خاص في قطاع التكنولوجيا، ناهيك عن حديث الذكاء الاصطناعي المنتشر في كل رواق مكتبي! لكن، هذا الاستخدام المفرط لكلمة "ابتكار" يثير تساؤلات حول ما إذا كان يتم توظيفها بالمعنى الصحيح أم أنها مجرد وسيلة لجذب الانتباه والحصول على تقدير مرتفع دون جدارة حقيقية. لنتحدث عن مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث يمكن أن يُعتبر أي كود يحتوي على شرط "إذا...، ثم... و المسمى بالـ if then" على أنه تطبيق للذكاء الاصطناعي ويُنظر إليه على أنه ابتكار مذهل. يطرح هذا التوسع في تعريف الابتكار تساؤلات حول ما إذا كان استخدام هذا المصطلح في السياق الشركاتي يعكس حقاً الأفكار الجديدة أو التطورات الرائدة أم أنها مجرد استراتيجية لتجميل الإنجازات.

إن الخلط بين البنى البرمجية الأساسية والابتكارات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي يقلل من أهمية الابتكار الحقيقي في مجال التكنولوجيا. هذا لا يضلل فقط أصحاب المصلحة و الغير التقنيين، ولكنه أيضًا يحدد معيارًا منخفضًا لما يعتبر إنجازا حقيقا، نتيجة لذلك، قد يتم تغطية القيمة الحقيقية والإمكانات التحويلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحقيقية بادعاءات مبالغ فيها، إن استخدام مصطلح "الابتكار" بشكل غير تمييزي لوصف الممارسات البرمجية الأولية يساهم في فهم سطحي لقدرات الذكاء الاصطناعي ويحد من التقدير للعمل الرائد الذي يدفع حدود ما يمكن أن تحققه التكنولوجيا.

قد يكون استخدام مصطلح "الابتكار" في قطاع التكنولوجيا بشكل مفرط وغير دقيق يضر أكثر مما ينفع، حيث يعكر صورة التصور العام والشركاتي لما يمثله التقدم التكنولوجي الحقيقي، لكي يحتفظ الابتكار بوزنه ومعناه، من الضروري أن يتبنى مجتمع التكنولوجيا استخدامًا أكثر تمييزًا ودقة للمصطلح. أرى شخصيا أن البيئة والمجتمع المكتبي تجبر بعض من الكوادر التوجه الى هذه التصرفات الغير ناضجة و ذلك لجذب الاهتمام و "النجاح" في عين ما يسمونهم "المنيجمنت" خصوصا إذا كانت حياتك تتمحور حول مؤشرات الأداء KPIs و التي قام بكتابتها شخص لا يعي الهدف من المؤسسة.

الرئيس التنفيذي لشركة انفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .